القواعد الأصولية ؛ من خلال شرح التلقين للإمام المازري ( ت 536 هـ ) جمعا - وترتيبا - ودراسة
(0)    
المرتبة: 86,604
تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: دار الأمان للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:بسم الله الرحمن الرحيم
وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن علم القواعد الأصولية (أصول الفقه) من أهم العلوم الشرعية؛ لأنه علم يتوصل به إلى فهم الكتاب والسنّة وأخذ الأحكام منهما، فهو علم عظيم شأنه، يحتاج إليه الفقيه، والمحدث، ...والمفسر، ولا يستغني عنه ذوو النظر.
وقد أدرك أهل العلم على إختلاف مذاهبهم الفقهية هذه الأهمية، ونبهوا عليها في كتبهم، فنجد مؤرخ الإسلام ابن خلدون يقرر هذا في مقدمته، حيث يقول: "إن أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية، وأجلها قدراً وأكثرها فائدة".
وهكذا الشاطبي رحمه الله يقرر أيضاً أن: "الأدلة الشرعية ضربان: أحدهما ما يرجع إلى النقل المحض، والثاني ما يرجع إلى الرأي المحض، وهذه القسمة هي بالنسبة إلى أصول الأدلة، وإلا فكل واحد من الضربين مفتقر إلى الآخر، لأن الإستدلال بالمنقولات لا بد فيه من النظر، كما أن الرأي لا يعتبر شرعاً إلا إذا استند إلى النقل، فأما الضرب الأول فالكتاب والسنة، وأما الثاني فالقياس والإستدلال، ويلحق بكل واحد منهما وجوده، إما بإتفاق، وإما بإختلاف، فيلحق بالضرب الأول الإجماع على أي وجه قبل به، ومذهب الصحابي، وشرع من قبلنا؛ لأن ذلك كله وما في معناه، راجع إلى التعبد بأمر منقول صرف لا نظر فيه لأحد، ويلحق بالضرب الثاني الإستحسان، والمصالح المرسلة إلى قلنا: إنها راجعة إلى أمر نظري، وقد ترجع إلى الضرب الأول إن شهدنا أنها راجعة إلى العمومات المعنوية. إقرأ المزيد