آذان الأنعام - دراسة قرآنية علمية لبحوث داروين في الخلق والتظور
(0)    
المرتبة: 24,093
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر
نبذة الناشر:من اللافت للنظر أن الله - سبحانه وتعالى - حينما يصف ظاهرة كونية أو حقيقة علمية يستدرج العقل البشري بالتدبر فيها، ومن ثم الإستزادة من البحث، وذلك بطرح الحقيقة بكلمات مختصرة جداً، ولكنها منتقاة من اللغة العربية بحكمة بالغة، مما يوحي بأبعاد عميقة جداً، تستفز العقل البشري وتثير الفضول، وهكذا ...كانت سورة "الإنسان".
فاختيار إسم الإنسان ليكون اسماً للسورة نفسها يثير قشعريرة في جسد من يتدبرون في أسرار الكون، الإنسان ذلك المجهول الذي يولد ضعيفاً، ثم ما يلبث أن يفرض سلطانه على كل المخلوقات.
الإنسان الذي يخلق من حيوان منوي وبويضة، ثم ما يلبث أن يتحكم في قوانين الطبيعة القاهرة، بل ويعدل في نظام خلقه بتدخله في الجينات وأطفال الأنابيب ونسخ الحياة، والإنسان ذلك المخلوق الذي تفوقه معظم الحيوانات بقدرة حواسها سمعاً وبصراً وشماً وصرعة، ولكنه بسلطان العقل يفرض سلطانه عليها ويسخرها لخدمته.
الإنسان ذلك الحيوان الذي لا يستطيع إلا أن يمشي أو يجري على الأرض، لكنه يفرض سلطانه في جو السماء وعمق البحار بسلطان العقل والعلم.
الإنسان بحر عميق مليء بالأسرار والمجاهيل التي لا يعرفها، كما وكيفا، إلا الذي خلقه فسواه فعدله - سبحانه وتعالى - .
بدأت هذه السورة بآية مدهشة، لو عرف الإنسان أبعاد مدلولاتها التي لا يعلمها إلا الله - جل وعلا - لربما تغير مسار البشرية جمعاء قال تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً﴾... [سورة الإنسان: آية 1]. إقرأ المزيد