تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار الغدير
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:"المجالس الستون في الحكمة" لمؤلفه أبي البركات بن بشر الحلبي، هو صاحب كرسي الدعوة والحاصل على فضل الرتبة البابية في عصر الآمر بأحكام الله. ولد أبي البركات بعد مقتل الأفضل عام 495هـ، وحتى مقتل الآخر، حيث عيّن الحافظ أبو علي أحمد بن الأفضل وزيراً فعزله عام 520هـ، بعدها دخل أبي ...البركات في عزلة ووحدة إلى أن توفي عام 526هـ. ذُكر في السبع السابع من عيون الأخبار لإدريس عماد الدين القرشي أنه كان في أيام أبي علي المنصور الآمر بأحكام الله بشكل كامل، وقال: (إن آدم الكلي هو العقل المفاض عليه من نور الأمر فيضاً أكسبه صورة الكمال والتمام). ووصف الشيخ الفاضل لقمان بن حبيب الله مجالسه فقال: "يا حبّذا المجالس الستون/ في حكمة منها حوت فنوننا/ لمن كني سيدنا أبا/ البركات مفضّلاً ميموناً/ يا حبّذا المُكنّى عنه والذي/ به كني معاً أبا البنونا/ أيا مباركاً بنو بركا/ ته لها أصل الولا يجنونا/ [...]. وأما أعمال أبي البركات فهي كثيرة... منها كتابه هذا "المجالس الستون". هذا ويشكك بعض الباحثين المحدثين في وجود هذه الشخصية، وبهذه الصفات التي تُطلق عليها في القاهرة في تلك الفترة القلقة من الخلافة الفاطمية، ومع ذلك لم تذكرها كتب التاريخ والسير العربية في مصر؛ بل اكتفى بذكرها دعاة المستعلية في اليمن قبل إدريس عماد الدين، والحسن بن نوح، وغيرهما... مستندين إلى لغة وعناوين وطبيعة المواضيع التي عالجها، فهي تعبّر عن فترة متأخرة من الفكر الإسماعيلي المستعلي.. فيحددون وجوده. وهنا يشير المحقق أنه ومن خلال مطالعاته والتنقيب في بطون أمهات الكتب والمخطوطات، تأكّد من حقيقة أبي البركات، وما وصل له من مراتب دينية مرموقة. في هذه المجالس الستون، يعرض في الأول منها، بعد النصيحة معنى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى..."، وقوله: "إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ..." بألوان من الروايات فيها. وفي الثاني: يتحدث عن مقابلة النفس بالجنين. وفي آخره كان له رواية في فضيلة العلم مطلعها (تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة). وفي الثالث: يتناول موضوع معرفة النفس، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم "أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه". وفي الرابع والخامس والسادس أيضاً مثل ذلك.
ويتحدث في بداية المجلس السابع عن مقابلة الشهادة، ثم في آخره عن صفة المؤمن، وبتابع ذلك في المجلس الثامن، ثم ليتحدث عن مقابلة الإنسان والدين بالشهادة، وحول معنى الرسالة ومعرفتها. يدور المجلس التاسع والعاشر، متطرقاً في آخره (الناشر) إلى الحديث عن فضيلة العلم. وكذلك في المجلس الحادي عشر، وليتمم هذا في بداية المجلس الثاني عشر، وبيان آدم وحوا وكيف كان هذا شأنه في كل المجالس بحسب ما يقتضيه الزمان والمكان، إلى آخر المجلس الخامس عشر في بيان قصة نبينا آدم ونبذ من سيرته، وسيرة أولاده الأئمة الطاهرين شيئاً بعد شيء إلى قيام إبراهيم، ومبعثه، ثم مما يليه إلى آخر المجلس الستين مما ضمه في هذا الكتاب من نبذ من بيان المستودعين والمستقرين من أولاده وسيرتهم. رمزاً وتلويحاً إلى قيام عيسى.
وقد أتى في خواتم مجالسه من فنون الروايات في النصيحة والموعظة ما يمكن للقارئ متابعته، والتأمل في أبعاده، على سبيل المثال. ففي المجلس الثالث والثلاثون جواب منه في التوحيد إذ سأله بعض المؤمنين عنه وفي آخر ما يليه سؤال لبعض المؤمنين عن قول الله عزّ وجل: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ". هل الحق الأول هو الثاني أو غيره؟ وجواب منه، وفي آخر ما يليه سؤال البعض المؤمنين أيضاً في الفرق بين العلم والمعرفة، وهل هما شيء واحد؟ أم بينهما تباين؟ وفي آخر ما يليه جواب ما بقي منه أيضاً.. وهكذا. ويعرض الكتاب من خلال هذه المجالس الستين من قصص الأنبياء عليهم السلام، ويستشهد بآيات الله عزّ وجلّ عليها، ويبين ما كان يلاقونه من صعاب ومضايقات أصحاب السوء الكفار بجرّهم للتهلكة ولكن الرب برحمته نجاهم فأعطاهم من القوة والجبروت التي تهزم، ومن العلم الذي يجلي البصائر ويرحم، ومن المحبة أفئدة تعطي فتُكْرَم. وجلّ استشهاده من آيات القرآن الكريم جلّ جلاله، وتأويلها باطنياً، فيه من المعرفة أفضلها، وأعمقها، ومن المحاججة أصدقها وأقواها دراية وإيماناً. إقرأ المزيد