تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ألف يوم في موسكو كتاب قين، ومفيد للقارئ الفلسطيني والعربي على حد سواء، إذ أنه يسرد بوضوح وسلاسة دقة أحداث فترة تزامنت مع تفكك الاتحاد السوفياتي، وقيام الدول "الخليفة" وما رافق ذلك من أزمات الوجود للكثير من القيادات والكيانات السوفياتية/السلافية، أو السلالات البشرية الأخرى. إن مآل إليه الاتحاد السوفياتي، ...القطب الذي كان ينافس ويتحدى "القطب الآخر"، كدولة كبرى ودويلات، حدث تاريخي هام، ويكاد يكون فريداً في القرن العشرين، إذ إن التاريخ الحديث لم يشهد تفككاً لدولة مترابطة كالاتحاد السوفياتي.
من حسن حظ القارئ الفلسطيني والعربي بشكل عام أن يكون له "شاهداً" من أهله على هذا التحول التاريخي، ولكن المؤلف ليس بشاهد عادي، إذ إنه السيد نبيل عمرو الذي يروي هذه " الشهادة" بأمانة ودراية، صحفي/كاتب يتحلى بكفاءة وقدرة على العرض الواضح، ولكنه في بآن واحد سياسي/دبلوماسي محترف، خبرت حنكته ودبلوماسيته الذكية وعلاقاته الحسنة مع السوفيات حين استضاف قبيل الانقلاب عام 1991 وفداً رسمياً من المجلس الوطني الفلسطيني للاتحاد السوفياتي كنت من ضمنه. يدرك ما يجري على الصعيد اليومي في دولة كان معتمداً لديها كممثل رسمي لحركة تحرير وطني، له اتصالاته الرسمية والمجتمعية، وكان يولي اهتماماً أساسياً لأي تحرك من شأنه أن يحدث تأثيراً في السياسة العامة للدولة الكبرى، والتي لا شك ستنعكس على سياستها الفلسطينية/الإسرائيلية بشكل خاص، والشرق أوسطية بشكل عام.
فإذن نحن مع كاتب ملتزم يتفهم الموقف القديم والجديد، ويدرك معنى التحول التاريخي بالنسبة للمنطقة، وهو في آن واحد "عين" و"أذن" لمنظمة التحرير ينقل لها، وربما يطلعها على تفاصيل في مواقف والسياسات لم تتوفر لوسائل الإعلام.
ولكن يكتسب هذا الكتاب أهمية علمية خاصة لنوعه، إذ إنه لم يكتب كتحليل في الدراسات الدولية، أو في السياسة والحكم في الاتحاد السوفياتي، بل هو أقرب إلى كتب "المذكرات" قد قدر من التقيد والاستفادة من مناهج التحليل العلمي. إذ إن المؤلف يبدأ سرده للوقائع السياسية/التاريخية في فترة محددة، ويضع القارئ في إطار هذه الحقبة، ويذكرنا بأن الاتحاد السوفياتي الذي كان قطباً منافساً للقطب الآخر، والذي سيطرت عليه قيادة حزبية محددة، وإيديولوجيا واضحة احتل مكانة خاصة في الأوساط الفلسطينية التي اعتبرته "حليفاً استراتيجياً".
إلا أن المؤلف يظهر لنا ببراعة كيف أن الاتحاد السوفياتي لم ينظر إلينا من منظور التحالف رغم تأييده لحقوق الشعب الفلسطيني. ثم يستمر المؤلف في عرضه للوقائع اليومية فيوضح لنا التحولات الأساسية في الأوساط السياسية المختلفة، ومراكز القوى الصاعدة التي شكلت "خطراً" على العلاقات السوفياتية/الفلسطينية/العربية. وهو بسرده هذا يظهر بوضوح تنوع الدعم السياسي، والنظرة السياسية بتنوع القيادات السوفياتية المختلفة-العهد الستاليني، عهد اندربوف والقدماء" إلى أن سيطر غورباشوف على مقدرات الدولة، ثم إبعاده عن القيادة. في آن واحد يبين مدى افتقارنا-خاصة في إمكان اتخاذ القرار السياسي الفلسطيني-إلى تقدير دقيق، ومعرفة أكيدة بالواقع السوفياتي، ومن ثم عدن تقديرنا للتحولات الهامة للسياسة الخارجية السوفياتية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والت أدت فيما أدت إليه إلى التعاون الوثيق بين روسيا الجديدة، والولايات المتحدة لإيجاد حل لقضية فلسطين أكثر تجانساً مع الموقف الأمريكي الثابت. إقرأ المزيد