دين الله بين الحقيقة والأيادي الآثمة
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار القارئ
نبذة نيل وفرات:التوحيد في العبادة هو ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.. [سورة الزمر: 65]، ويقول تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾... [سورة النحل: آية 36].
فكل أنبياء الله ...تعالى ورسله ركزوا على التوحيد في العبادة؛ لأن أصل الدين ومعرفة الخالق والمعبود، وعدم الإقرار بالعبودية لغيره، وجوهر كل الرسالات هذا، ومنشأ كل خلاف هو هذا، والإنسان يكون مؤمن بالله تعالى بهذا، وكافر به بهذا ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾... النصارى قالوا إن الله تعالى عيسى ابن مريم، واليهود قالوا عزير هو الله، وأما إختلاف اليهود مع النصارى ومع المسلمين في الدين فليس إلا عن تعصب وتمسك من يعتبرون أنفسهم القيادات والمرجعيات الدينية بما هم عليه؛ حفاظاً على مصالحهم الشخصية ومراتبهم القيادية مع ما تدر عليهم من الفائدة وليس عن جهل منهم بحقيقة الأمر؛ إنما حملهم على ذلك ظلمهم وبغيهم وكفرهم بآيات الله تعالى بغير عذر.
وهذا التوحيد يجب أن يكون خالياً من أي شائبة شرك، مثال التعلق بالمال والأولاد لدرجة العبادة، فلا يكونا الهدف والوسيلة؟ إذ أن حب المال والولد أمر فطري جعله الله سبحانه وتعالى في خلقه الإنسان، ولولا ذلك لما ربّى البشر ولداً ولا حملت أم طفلاً...
وهكذا الأموال، ولكن يجب معرفة أنها الوسيلة للوصول إلى مرضاة الله تعالى... وليس هدفاً في الحياة دربّ سائل يسأل: إن المجتمعات الغريبة والشرقية غارقة في العصيان والفساد الأخلاقي، فكيف تمتع بالإزدهار والرخاء والإنتاج الوفير، يقول السيد المسيح عليه السلام: "لا تعبدوا بين الله والمال".
إن ثمة أسباب طبيعية للحصول على خيرات الأرض ونعم الدنيا، تتمثل في التخطيط والتنظيم والعمل الجاد في البناء والإعمار والإستثمار؛ وبمقدار ما يأخذ المجتمع – أكان مؤمناً أم لم يكن – بهذه الأسباب، يتحدد مقدار ما يحوزه من الثروات وما يبلغه من رقي وإزدهار.
والفارق أن الأخذ بتلك الوسائل إذا كان المجتمع مؤمناً، فإن الله تعالى سينمي خيراته ويفتح عليه بركات السماء والأرض، لأنه يتصرف تصرف الوكيل المكلف؛ لأن المال مال الله تعالى، والخير والبركات من الله عزّ وجلّ، والمؤمن مكلف بأن يضعها في مرضات الله تعالى من الأعمال الخيّرة، فينعم بسعادتي الدنيا والآخرة، والمجتمع غير المؤمن تكون الثروات المالية وبالاً عليه في الآخرة.
وخلاصة القول... إن جميع الأنبياء والرسل ركزوا على هدف واحد في رسالتهم... التوحيد في عبادة الله تعالى، وإقامة الدين على صعيد واحد...
هكذا يسلط المؤلف الضوء على عقيدة التوحيد التي تشكل الأساس الذي انبنت عليه الديانات السماوية – وهذا إنما يمثل نقطة الإنطلاق نحو مجتمعات إيمانية متآلفة بأمر الله تعالى، الواحد الأحد الذي لا شريك له، من أجل ذلك تطرق المؤلف إلى مواضيع عدّة، سعى من خلالها إلى تسليط الضوء على جوهر دين الله تعالى.
وقد جاءت هذه المواضيع التي تم بحثها في هذا الكتاب على النحو التالي: 1-كيف عرّف الله تعالى وبماذا وضعها (معرفة الله، معرفة الله مقرونة بالطاعة، الطاعة مقرونة بالإخلاص، النبوءة وأنبياء الله عليهم السلام، وحدة الدين والهدف عند الرسل)، 2-التوحيد في العبادة، 3-أسباب تعدد الشرائع، 4-كيف يعرف النبي، 5-محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضلهم (وجوب طاعة الرسول والأئمة عليهم السلام)، 6-القرآن الكريم رسالة عالمية (شمولية القرآن الكريم لكل ما تحتاجه البشرية، الإعجاز في القرآن الكريم، الإجمال والتفصيل في مراتب القرآن)، 7-العالم والناس (العالم الأول في المدرسة الإلهية، الإمام علي وعلم الأبدان)، 8-المحكم والمشابه في القرآن الكريم، 9-ضرورة التأويل وأهميته، 10-موقف الناس من الدين والإسلام (الكافرين، المنافقين، الضالين، المؤمنين)، 11-أحوال شيعة محمد صلى الله عليه وسلم وآله الأطهار، 12-المدرسة اليهودية، 13-الغضب الإلهي، 14-المدرسة المسيحية، 15-المدرسة الإسلامية، 16-المدرسة المحمدية مؤيدة بالنصر عند الله تعالى، 17-المشيئة الإلهية...
بالإضافة إلى مواضيع أخرى جاءت كلها من أجل الدعوة إلى إقامة مجتمع مؤمن متكافل متفاهم متضامن تجمع شتاته عقيدة التوحيد. إقرأ المزيد