إقليم المنصورة بالسند في عصر السيادة العربية
(0)    
المرتبة: 67,703
تاريخ النشر: 08/01/2020
الناشر: نور حوران للدراسات والنشر والتراث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إذا كانت بعض الحواضر والأقاليم فازت بما يلقى على تاريخها السياسي والحضاري بعض ضوء ينير الطريق للسالكين، فإن بعض الأقاليم المترامية لا تزال إلى الآن داجية الآفاق في أنظار المتطلعين الباحثين، فهذا إقليم المنصورة بالسند، وأمثاله من أقاليم الهند والسند، قد كان لها كلها ماض مجيد في ميادين المعارف الإسلامية، ...فهل يُمكن أن يَجد الباحث اليوم ما يفتح أمامه صفحاتها حتى يدرك ما كان فيها طوال قرون كثيرة من النشاط والإكباب والرحلة في سبيل الثقافة، فكم منصوري وسندي وديبلي وملتاني يمر بإسمه المطالع أثناء الكتب، وكم مدارس، وزوايا علمية إرشادية في هذه الأقاليم لا تزال آثارها إلى الآن ماثلة للعيون، أو لا تزال الأحاديث عنها يُدَوْي طنينها في النوادي، فأين ما يبين تضحية أصحابها وحكمائها، وما قاساه أساتذتها وأشياخها في تثقيف الشعب، وتنوير ذهنه، وتوجيهه التوجيه الإسلامي بنشر القرآن الكريم وعلومه والحديث والفقه؟...
إن في تاريخ المنصُورَة بالسْنْد - ذلك الفردوس المفقود - لَدروساً وعبراً، قلما تجدها في تاريخ غيرها من البلاد، ولا شك أن ازدهار العرب المسلمين في المنصُورَة، ثم إنهيار دولتهم وسقوطها على يد الغزنويين، يشكل جزءاً هاماً من تاريخ الإسلام السياسي والحضاري، فقد كانت المنصُورة نموذجاً أمثل لرقي المسلمين الثقافي والحضاري والعلمي والفكري في أوج إزدهارها وعصرها العربي الإسلامي الذهبي ببلاد السْند (الباكستان).
فهذا الكتاب بين أيديكم فيه وقائع تاريخية عن الحضارة العربية الإسلامية في بلاد السند من القرون الأولى، وتأتي أهمية تاريخ بلاد السند من أن هذه البلاد كانت السواحل التي نزلت بها قوافل المسلمين، وأقيمت فيها الحكومات العربية الإسلامية - التي لعبت دوراً أساسياً في إقامة أحكام الله - سبحانه وتعالى - ونشر الدعوة الإسلامية في أرض السند والهند.
لم تكن المنصورة شأنها أقل من كوفة العراق تمدنا بحضارة راقية، طبعاً أنها كانت عاصمة السند في عصر الولاة العرب المسلمين، وأيضاً في الإمارة الهبارية، فهؤلاء الملوك والأمراء وآخرون غيرهم، لم يأتوا فقط لإنشاء حكوماتهم؛ بل جاءوا بالثقافة الإسلامية، ونشر الدعوة الدينية والعلوم الشرعية، وملؤوا هذه البلاد بالعدل الإسلامي، فقصدها العلماء. إقرأ المزيد