تاريخ النشر: 07/01/2020
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الله خالق محور الوجود، والإنسان المخلوق محور الكائنات، فهو الذي يعمّر الأرض ويبني الحضارة والمدنية، ويستفيد مما سخّر الله تعالى له في هذه الدنيا ((وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون))...
فإذا اهتدى إلى الطريق السليم، عاش سعادة الدنيا واستثمرها أفضل ...استثمار، ثم يكافئه الله تعالى على حُسْنِ أدائه بسعادة الحياة الآخرة ((وجنّةٍ عرضها كعرض السماء والأرض أُعِدَّت للذين آمنوا بالله ورسله)).
البداية أن يعرف الإنسان ربّه، ويبني العلاقة معه، على أن تكون علاقة حبٍّ وتفاعل، فهي الأفضل والأنجح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم ارزقني حبّك، وحبَّ من يحبك وحبَّ ما يقربني إلى حبّك، واجعل حُبَّكَ أحبَّ إليّ من الماء البارد"، وقال إمام المتقين علي كرم الله وجه "وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك"..
ليست العبادة أمراً قهارياً، فلا إكراه في الدين؛ بل هي نتاج علاقة الحبّ مع الله تعالى، والتي تولّد طمأنينة وإستقراراً وسعادةً، في تبادل رائع للحبّ مع الله تعالى: ((يُحبُّهمْ ويحبّونه))...
يا ربّ غمرتنا بصفات وسمات الحبّ، فأنت الخالق، الرحمن، الرحيم، المنعم، الغفور، النور، الجمال، الحنان، الحسيب، المحبّ، التوّاب، المثيب، الهادي، المرسل للأنبياء والرسل، الخالق للإنسان في أحسن تقويم... فكيف لا نعيش في ظلالك؛ وكما قال الإمام الحسين رضي الله عنه "عَمِيَتْ عينٌ لا تراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبدٍ لم تجعل له من حُبِّكَ نصيباً".
جاء تشريع الإسلام على قاعدة منظومة الحب بكل معانيها، ومن يدقّقْ في أحكامه يرى أنها خيرٌ محضٌ لمصلحة الإنسان، تغلّغها سمات الحب، وأرسل الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم هادياً ومبشّراً ونذيراً، بقلب محبٍّ وحريصٍ على جماعة المؤمنين فخاطبهم برحمةٍ ولين: ﴿فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم﴾ ، واتسّم أداؤه بالخُلُقِ العظيم، ((وإنك لعلي خُلُقٍ عظيم))، وعاش مع أصحابه المودّة والرحمة ((رحماءُ بينهم))، وثبّت سلسلة لولاية التي تربط المسار مع الله تعالى ورسوله والأئمة والمؤمنين ليكون بعضهم لبعضٍ أولياء ((بعضهم أولياء بعض))...
فإذا أردنا النجاح في تربية الإنسان؛ علينا أن نسلك منهج "التربية بالحبّ"؛ يشمل هذا المنهج كل أفراد المجتمع، وله أسسٌ واضحة توصل إليه، ولكل مسؤول حسب موقعه توجيهات عملية للتربية بالحبّ.
ومن خلال هذا الكتاب، يسطّر المؤلف توجيهات التربية بالحبّ، بخطوات عملية تنقل المربي من النظرية إلى التطبيق، وتمكنه من تقييم النتائج من خلال قياس المؤشرات والتوجيهات التي ضمتها هذه الرسالة التربوية والتي جاءت ضمن أبواب أربعة، في الأول منها يرشد إلى البداية، إلى علاقة الحب مع الخالق، حيث تم تبيان معنى العبادة وحالاتها الثلاث، وعلاقتها بالحب، وكيفية أن نكون محبين لله تعالى، فيضحي حبنا المؤشّر إلى الإيمان الخالص بالله تعالى. إقرأ المزيد