تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار روافد للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يتوج البحث العلمي الجهود التي تُبْذَل في تحصيل المعرفة، بالرغم من أنه يفضي إلى النتيجة نفسها؛ إذ العلم مجموع ما تراكم من نتائج هذه البحوث، فلا بدّ لكل من يريد إضافة لبنة إلى صرح العلم الذي يشتغل فيه أن ينهج هذا الدرب، ويخوض في أداء هذه المهمة التي يتوقف ...عليها تقدّم المجتمعات وتطورها.
ولا يخفى أن للبحث العلمي يداً طولى في ما حققته الحضارة الحديثة من إنجازات، مسطّرة بذلك طفرات هائلة ومذهلة في مختلف الحقول والمجالات المعرفية؛ سواء كانت نظرية أم تطبيقية، فهي تزود الباحث دائماً بحزمات متدفقة من الجدّة، بحيث تبقى الأعناق متطلعة إلى ما يمكن أن يحققه في المستقبل، ولا تقلّ البحوث في العلوم الإنسانية أهمية عنها في العلوم التجريبية والإختبارية؛ لما لها من علاقة وطيدة بواقع الحياة البشرية التي لا تمضي وفق نظام حتمي؛ وإنما تحتاج إلى مقاربات لا حدود لها، لإكتشاف الأسرار الكامنة فيها، وتفسيرها، والتنبؤ بإتجاهاتها؛ وصولاً إلى بناء تصورات نظرية تخدم البشرية بمعرفة مستدامة، قابلة للتحديث، ومعدّةِ للتوظيف في خضم الواقع العملي.
من هذ المنطلق، فإن دراسة تقنيات البحث العلمي تشكل السلم الذي لا غنى عنه للمتعلم؛ أو تزوده بالمهارات والكفايات التي تجعل منه باحثاً، يسعى إلى طرح المشكلات وحلها بالأدوات والمناهج العلمية المقننة لذلك، وليس على المشرف إلا أن يراقب هذه المهارات ويصوبها، ويوجهها نحو الأداء المتميز.
لذا، يأتي هذا الكتاب بشكل مرجعاً يضعه المؤلف بين يدي طلابه بصورة خاصة، وطلاب في قسمي علم النفس وعلم التربية بصورة عامة، ليساعدهم في حال أرادوا مراجعة المادة في منازلهم، وخاصة عندما يفوتهم متابعة بعض المحاضرات، أو في حال إنتسابهم إلى الكلية بدون حضور، علّه يلبي حاجتهم جميعاً.
وتجدر الإشارة، أنه وعلى الرغم من وجود مراجع علمي غنية في هذا المجال؛ إلا أن ميزة هذا الكتاب تبرز في مراعاته التوصيف المقرر في تدريس المادة، وإشتماله على التطبيقات والتدريبات العملية، التي تمكن الطالب من فهم المادة، والإحاطة بأسرارها الميدانية، فضلاً عن عرضه نماذج يمكن أن يعتدي بها الباحث في مرحلة تدرجه البحثي، وقد اشتمل الكتاب على ستة فصول: تناول أولها كيفية أعداد مخطط البحث العلمي، وتم الحديث في الفصل الثاني حول متغيرات البحث العلمي وأساليب ضبطها، وبين الثالث من الفصول أنواع عينة البحث وضوابطها ومن ثم وحول الفرضيات وآلية اختيارها دار الفصل الرابع، بينما تم البحث في الفصلين الخامس والسادس في أدوات البحث العلمي وأساليبه.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إغناء الكتاب بملاحق، ضم اثنان عنها بحثين تطبيقين ميدانيين، بينما تضمن الملحق الثالث إرشادات حول إعداد أطروحة الدكتوراه في الجامعة اللبنانية.
وأخيراً، على أمل أن تشكل مادة هذا الكتاب مرجعاً يسترشد به الطلاب في إعداد أبحاثهم العلمية، وخاصة في مرحلتي الماستر والدكتوراه في مجال العلوم الإنسانية ولا سيما في علمي النفس والتربية. إقرأ المزيد