الإسلام الكوني والإسلام العربي : محمود محمد طه والحل الصوفي للشريعة
(0)    
المرتبة: 90,979
تاريخ النشر: 22/10/2019
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة الناشر:أطل الأستاذ محمود محمد طه على العلام برؤية مغايرة كليّاً لكل المحاولات السابقة التي حاولت إصلاح الإسلام وتحدياته، فهو على الرغم من أنه استلهم (التأويل الصوفي) ومنهجية (النسخ والإرجاء) من داخل دائرة الإسلام، إلا أنه لم يرفض أو يتنكر للمناهج العصرية أو القراءات التجديدية / النقدية للإسلام وللشريعة على وجه ...الخصوص.
إنه وجد بحسب توجهاته الصوفية أن المدار الأصلي هو في (سنة النبي) في خاصة نفسه التي يجب أن نتأسى بها، وأن الشريعة بآيات الفروع المدنية لم تكن إلا تشريعات وقتية لذلك العصر، وأنها ليست من أصول الإسلام الجوهرية التي مثلتها آيات الأصول المكية، وأنها أُرجئت أو نُسئت إلى زمن آخر حتى تهيؤ الإنسانية لها، وذلك بعد أن تبلغ درجة المدنية والأهلية الكاملة لكي ترفع عنها قيود الحرية.
فوجد الأستاذ طه أن القرن العشرين بكل تحولاته ومتغيراته آنذاك كان الأنسب لكي ترتفع القيود بعد أن يجعل الآيات المكية (آيات الأصول) هي الحاكمة والضابطة للسلوك الإنساني بوصفها آيات عالمية، وتعطيل الآيات المدنية (آيات الفروع) بوصفها آيات زمكانية - خاصة بمرحلة محلية - عربية - خاصة للغاية، وبذلك يغدو الإسلام (وشريعته) ملائمين لحاجات العصر ومتطلباته.
إن الأستاذ طه وبحسب أطروحاته تلك قدم السقف أو الحد الأعلى من التجديد الذي لا يمكن لأحد أن يقدم أعلى منه بحسب إعتقادي، وإن ميزته في ذلك أنه جاء بمشروعه الإصلاحي والتجديدي للشريعة من داخل المادة الإسلامية نفسها، ومن مناهجها الخاصة للغاية ألا وهو (التأويل الصوفي) فضلاً عن (منهج النسخ والإرجاء).
إن أطروحات الأستاذ طه لم يكن بالإمكان إعادة قراءتها، قراءة شمولية ودقيقة كما يتبين مساراتها ومغزاها، من دون إعادة موضعتها في سياقاتها الثقافية والإجتماعية والسياسية، وحتى الإقتصادية التي حفت بها.
فضلاً عن العودة بها إلى ذاكرة دينية مثلت (تأسيس العقل الإسلامي) وبين مخاض روحي - ذاتي (التجربة الصوفية للأستاذ) التي ميزت تصوفه الذي تجاوز النزعة الفردية إلى المجتمع بعموم أطيافه، وبين إرث إصلاحي - ثقيل (عصر النهضة الإسلامية وجهودها الإصلاحية)، إلى معاصرة دولة سودانية وليدة هشة عاشت أوهام (تطبيق الشريعة).
بين كل ذلك وسواه، كان الأستاذ طه يتحرك مجدّداً ومصلحاً ومعلماً وصوفياً متفرداً بمنهجه الجديد... ونحن إزاء ذلك كله كنا بحاجة إلى أسس وقواعد ومقدمات نبين في ضوئها أطروحات الأستاذ التي لم تكن مفصولة عن كل ذلك...
إنها مخاضات كبرى عاشها هذا الرجل المصلح، فجاءت رسالته الثانية للإسلام بمثابة الطريق القويم الذي لا يمكن إلا سلوكه والعبور به نحن إسلام كوني - عصري - عقلاني - ألا وهو إسلام آيات الأصول (المكية)، إنه إسلام (أمة المسلمين) التي جاءت طلائعها، وكان هو في مقدمتهم. إقرأ المزيد