روائع أمين الريحاوي "سيرة حياته" - ويليها حكمه وأقواله
(0)    
المرتبة: 125,547
تاريخ النشر: 17/09/2019
الناشر: كتابنا للنشر
نبذة نيل وفرات:ولد أمين الريحاني عام 1876م في بلدة الفربكة قضاء المتن في جبل لبنان، ولُقِّبَ بالريحاني لكثرة شجر الريحان المحيط بمنزله: درس الإبتدائية على يدّ معلّم القرية تحت شجرة زيتون كبيرة، شأن طلاب البلدة، مقابل كنيسة مار مارون قرب منزله، كان شقيّاً متمرداً منذ طفولته، ويتصف بعناد وصلف، يتمسك برأيه ...ويشاكس الجميع.
ظهرت عليه سيماء الذكاء والبداهة، ما جعل والده يرسله إلى مدرسة نعوم مكرزل، حيث تعلم العربية والفرنسية، ودرس سائر المواد العلمية والأدبية، وتفوّق في كل ما تصدى له، سافر مع عمه عام 1888 إلى أميركان وكان عمره اثنتي عشرة سنة، وفيها تعلم مبادئ اللغة الإنكليزية، وبرز ميله إلى المطالعة، ثم ترك المدرسة ليتسلم مهمّة المحاسبة في متجر عمه في منهاتن، ليلتحق بعدها بمعهد الحقوق في جامعة نيويورك، وليستمرّ فيه سنة حيث مرض، فأشار عليه الطبيب بالعودة إلى لبنان.
وبعد عودته، توجه إلى دراسة الإنكليزية في مدرسة أكليريكية، وتعلم اللغة العبية، وبدأ بكتابة المقالات في جريدة (الإصلاح) التي اتخذها منبراً للهجوم على الدولة العثمانية، وليرجع إلى أميركا عام 1899، ليشتغل بالتجارة؛ إلا أنه بقي على وفائه للأدب، ومعها بدأت رحلة التأليف وإصدار الكتب، وكان كتابه (نبذة عن الثورة الفرنسية) باكورته، ثم ترجم إلى الإنكليزية مختارات من شعر الشاعر أبي العلاء المعري، ومنذ ذلك الحين كرّس حياته للكتابة، وهو أول من أعطى كتباً بالإنكليزية عن البلاد العربية والشرق الأدنى، وليعود من ثم إلى الوطن (1904) وليحطّ الرمال في مصر زار الحذيوي عباس حلمي، واتصل بأبرز الأدباء والزعماء السياسيين، وباحثهم في أحوال الشرق العربي، الإجتماعية والسياسية والفكرية ووسائل النهوض بها.
وفي لبنان واصل نشاطات الفكرية والإجتماعية، حيث كان دائم الحركة والعمل في مختلف المجالات، وأصبح منزله في قريته (الفريكة) ملتقى الأدباء والمفكرين السياسيين، من أمثال: محمد كرد علي، وبيرو باولي، والأخطل الصغير، والشيخ مصطفى الغلاييني، وغيرهم... ثم كان ينتقل من مدينة إلى أخرى يلقي الخطب داعياً إلى الحرية ومهاجماً الإقطاع والخنوع والجهل، ويحاضر في الجامعة الأمريكية في بيروت، وفي معاهد أخرى في لبنان وسوريا، ويكتب في المجلات والجرائد العربية والإنكليزية وينشر فيها، يقول عنه سعيد الرافعي: "أما معيشته فهي أنموذج البساطة واللطف، جمع فيها بين الرجل السوري الراقي والأميركي المتمدّن، ونكب عن التبجح وحبّ الظهور وإفتقار الغير والإدّعاء وعشق المال، وهو يجتهد في تطبيق أفعاله على أقواله، ولا يودّ تكليف غيره ما يستطيع هو أن يعمله، ولا يقيّد نفسه بالإنخراط في سلك الجمعيات والخضوع لقوانينها... يعشق الحرية ولا يتذلل لينال غايته، مقرّ بضعفه، صادق بحديثه، مسامح لمن يسيء إليه، سليم النيّة، رقيق الكلام، بشوش الوجه... وهو إلى هذا وذاك.... الأديب، الشاعر، الباحث، المؤرخ، القصصي المسرحي، الرحّالة، السياسيّ، المربي، عالم الآثار، الناقد، الخطيب، رسام الكاريكاتير، الداعية إلى الإصلاح الإجتماعي، الملقّب بفيلسوف أميركا... ملامح لرجل يستطلعها القارئ من خلال أعماله وأقواله وسيرة حياته منذ اللحظة الأولى التي يقلب فيها الورقات الأولى من هذا الكتاب، وهذا أقلّ ما يمكن أن يقدّم لهذا العظيم، تكريس كتاب له، ليكون أحد أعمدة هذه السلسلة من الروائع، شأنه شأن الكبار من مبدعي العالم العربي والعالم، بإستطاعة القارئ متابعة سيرة حياته، والإلمام من روائعه بدائع ما فاضت به قريحته الوقّادة ومكره النيّر، بما يشمل بلاغة أسلوبه، هندسة الجملة لديه، كتبه وأعماله، روائع حكمه وأقواله... ثم متفرقات أودع فيها عصارة فكره... حكمته... إبداعاته (وصيتي، ماذا يقول أمين الريحاني عن نفسه، الصلاة)... علّ القارئ يحصد من هذه الحقول... حقول أمين الريحاني ما يطيب له. إقرأ المزيد