تاريخ النشر: 30/08/2019
الناشر: دار روافد للطباعة والنشر والتوزيع، أطياف للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:" كانت أسرار جالسة تراقب أختها منال التي كانت تسرّح شعرها ذا اللون الأسود كقطعة من ظلام الليل وهي تغوص في عالم آخر . تنفسّت الصعداء ثم قالت أسرار : منال ، ألا تخجلي من لون بشرتك السمراء ؟ ! أراك غير مبالية أبداً بلونها ولم تتأففي أو تتضجري .... بابتسامة ما زالت موسومة على شفتيها الناعمتين قالت : ألم تسمعي الشعراء والمطربين يغنون ويتغزلون بلون البشرة السمراء ، ثم إن صاحبة البشرة السمراء لا تظهر عليها التجاعيد مبكراً . ضحكت أسرار بسخرية وهي تقول : هذا كلام نسطر به كتبنا ، لكن لو ننظر للواقع لرأيت العكس . أنا أقرب مثل لك ، متخرجة بشهادة دكتوراه وأعمل مساعدة دكتور ممتاز ، مَن تقدم للزواج بي ؟ قبل سنتين تقدم محمود الذي يساعد والدي في دكان الخضرة ، وقبل أيام تخبرني بأن إبن عمي احمد متقدم لي . تركت شعرها متدلياً على ظهرها لتلتفت لأختها قائلة : وهل ستوافقين على أحمد ؟ أسرار : يجب أن أوافق لكيلا يفوتني قطار الزواج . لقد أصبح عمري واحداً وثلاثين عاماً ، مع أني غير مقتنعة بأحمد كزوج . منال : أذاً لا تتزوجيه . صرخت غاضبة : إن لم آخذ إبن عمي هذا ، من الذي سيتقدم ليخطب فتاة سمراء قد تعدت الثلاثين من عمرها ؟ !! إن كان احتشامي وأخلاقي لم يشفعا لي ليروني صالحة للزواج بأحد أبنائهم ، هل سيشفع مظهري لهم ؟ ! كانت تلهث من غضبها ! صمتت محاولة أن تأخذ نفساً عميقاً لعلها تعود لهدوئها المعروف . بتذمر واصلت : لِمَ نحن البنات لم نرث جمال أمي أبداً ؟ ! لِمَ إخواني هم الذين ورثوا جمال بشرتها ! مصطفى ورث لون عينيها العسليتين ، وأخي أيمن ورث بياضها ، ولون العينين أيضاً ، حتى أن إخوتي أجمل من زوجاتهم ويشهد كل من ينظر إليهم . منال : ونحن أيضاً نمتلك الجمال يا أختي ، فأنا لا أرى لون بشرتي قبيحاً أبداً . صوتك يا أختي يضجّ بالأنوثة . بضجر وتأفف قالت اسرار : أنا حقاً مخطئة عندما جلست أتحدث معك ، ما زلت صغيرة ، لكن لا يوجد من أتحدث معه غيرك . فتحت الأم باب الغرفة وهي تنظر لأسرار قائلة : الليلة ستكون حفلة خطوبتك ، ولم تستعدي بعد ؟ ! هل أطلب من أخيك أن يوصلك للصالون ؟ أسرار : لا يا أمي ، إن أوصلني مصطفى فلا بد من أن تكون معه ست الحسن والجمال ، زوجته ، وأنا لا أريد أشخاصاً معي في هذا الوقت يتفلسفون كثيراً . سأذهب مع السائق [ ... ] تغوص أسرار في أفكارها التي مثلت انعكاسات تفاعل المجتمع مع قضايا وأمور تخص المرأة بصورة سلبية .. تحاول الروائية نقد ذلك كله من خلال شخصية منال التي تقف على نقيض مع تفكير أختها .. يدفعها في ذلك ثقتها في نفسها ونظرتها إلى الحياة والمجتمع نظرة تجعلها على وعيّ من قيمتها الشخصية كإنسانة لها قيمتها ونواياها بمعزل عن نظرة من حولها تجاهها .. وإلى نهاية الرواية .. تصبح أسرار تلك الإنسانة الواعية بقيمتها الذاتية مما يجعلها تقترب من أحمد أكثر .. تفهمه .. تتآلف معه لتكون على استعداد لصنع أسرة سعيدة .. حيث تحاول الكاتبة من خلال شخصياتها محاولة بث أفكار بناءة تساعد الأنثى على المضي في حياتها بكل ثقة . فهي تستحق ، على الرغم من كل الظروف أن يكون لها قيمتها الإنسانية التي على المجتمع الكامل منها من خلالها . إقرأ المزيد