سماء الفينيق رحلتي الى فلسطين
(0)    
المرتبة: 63,423
تاريخ النشر: 19/07/2019
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:ها أنا أمضي إلى تلك الأرض الطيّبة، أرض فلسطينٍ، وكلي حنين، غير أنّي ستكون لي محطات قبل لحظة الوصول، فهناك إشارات لا بدّ من الإستدلال بها، ورسائل لا بدّ من حملها من أرضها وتحميلها لكل تداعيات معانيها ومراميها.
سأتوقّف فوق جبال التسلط، هي دائماً تحدّق بمحبّةٍ غرباً، وتهدي السلام إلى كلّ ...المرابطين هناك، تلوّح لـ "أهل البلاد" وتزفّ إليهم ريحانها ومعتّق عشقها منتظرةً مرورهم بها كما كان الحال "زمان أوّل"... يا لشجن الحنين إلى ذاك الزمان.
أتابع التحليق، فتستلبني الأسئلة: لماذا تتقمّصني روح طائر الفينيق في هذه الرحلة الّتي تمنّيتها منذ سنوات طوال؟ لِمَ أمتطي صهوته براقاً متخيّلاً في تحليقي نحو معارج الروح المنتظرة هناك؟ ثمّ ما سرّ هذا العشق الحقيقيّ لتلك البلاد، ولأهلها؟...
سأهدِّئ المسير قليلاً فوق الغور لألقي السلام على أهلي في الشونة الجونبيّة، وأرتاح ما تيسّر من وقت في تلك الربوع بحثاً عن إجابات، قبل أن أدخل في الحالة / التجربة / المغامرة الرحلة / الحجّ / العبور، وأنا في حالتي المشظّاة بين روح الإنسيّ، الّذي سيسير نحو الأمكنة الّتي تتاح له، وبين تقمّص / وإمتطاء طائر الفينيق الذي سيدخلني إلى المدن والدروب المغلقة بإقفال الإحتلال، غير أنّي لا بدّ من أن أطرق أبوابها، وألثم طرقاتها.
مهيبةٌ هي المسيرة الآن... والدرب إلى المبتغى ليس أقلّ أهمّيّةً من منارة المنتهى... سأخفّف الوطء قليلاً... سأقلّب كثيراً من الأوراق، ومعها أنبش الذاكرة والتاريخ والجغرافيا، قبل أن ألج الحالة القادمة، يجادلني طائر الفينيق أحياناً، وفي مرّاتٍ أخرى أتحاور مع البشر والحجر في آن، وتارةً سوف أطلب شفاعة الأبواب لتحكي لي الكثير عن الحاضرين، والغائبين، والمارّين والعابرين، وستجلدني سياط الأسئلة والإستفهامات عن أسباب ضياع هذا الفردوس الّذي كان على مرمى نظرة شوقٍ من أرضي الّتي منها آتيت.
لن أستعجل الرحلة، فكلما طالت زاد شوقي، وفي الشوق دلالة عشق، وفي العشق تماهي الطالب بالمطلوب، وهذا مقام الإكتفاء الّذي ما بعده إرتواء. إقرأ المزيد