مناهج تحليل الأحاديث في الدراسات الغربية (عرض ونقد)
(0)    
المرتبة: 18,955
تاريخ النشر: 03/04/2019
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:يعتبر المستشرق الألماني - البروفيسور هَرلد موتسكي - من أبرز العلماء الباحثين المعاصرين والمتخصِّصين في الدراسات الإسلامية في الغرب.
وينضبُّ جلُّ إهتمامه على بدايات الإسلام وتاريخه المبكر، وذلك من خلال دراسة الأحاديث والآثار الإسلامية وتحليلها.
ومما يميّز موتسكي هو: إتقانه اللغة العربية، والإطلاع الواسع على المصادر الإسلامية الأصلية.
وتتسم دراساته بــ: الأصالة، ...والعُمق في التحليل، والشمولية في النقد والطرح؛ فهي ليست تكراراً لما قام به مَن سبقه من كبار المستشرقين ومَن تبعهم من الباحثين الغربيين المعاصرين؛ بل جاءت فريدةً في المنهج والنتائج، وناقدة للتصوُّر الغربي السائد حول الإسلام ومصادره الأولى، كاشفةً عن الخلل المنهجي الذي انبنى عليه هذا التصوُّر، فضلاً عن القصور المعرفي الذي أحاط به.
ولعلّ أحد أهمّ النتائج التي توصل لها موتسكي في دراسته لعدد من الأحاديث، هي أنه لا يمكن الإعتماد على النظريات الكبرى التي صاغها قُطباً الإستشراق الكلاسيكي - إغناتس غولدتسيهر وجوزيف شاخت - حول مجموع المصادر الحديثية وتاريخها، والتي تشكك في موثوقيتها التاريخية؛ وذلك لأنها نتجت عن إفتراضات غير دقيقة، ومنهجية بحث ناقصة.
ومن أجل الوصول إلى أحكام آمنة تتسم بالمصداقية حول الرواية العامة لبدايات الإسلام المبكرة وإلى تأريخ دقيق للآثار الإسلامية، طوّر موتسكي منهجيةً خاصةً - أثناء تحليله لعدد من الأحاديث - لمعرفة الفترة الزمنية التي تعود إليها، وأسماها: "isnad - cum- matn method" أي: "تحليل، أو: دراسة الإسناد والمتن متضافرين"، فهي تعتمد على الجمع،، والدراسة الفاحصة لكل أشكال المتن المختلفة للحديث المعنيِّ بالدراسة، وأسانيده الموجودة في المصادر الحديثية، وكتب التراث الإسلامي؛ كالتفاسير والتاريخ والسير وغيرها.
وهي منهجية تكمل النقص في أغلب المناهج الغربية التي تُقرر أنه لا يمكن دراسة الأسانيد، أو: تقلل من شأنها في البحث العلمي؛ لأنها في العموم - كما تزعم - موضوعة، وترى الإكتفاء فقط بنقد المتون. إقرأ المزيد