المختصرات الأصولية الثلاثة
(0)    
المرتبة: 24,103
تاريخ النشر: 06/02/2019
الناشر: دار النور المبين للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:علم أصول الفقه من مفتخرات الأمة الإسلامية، فإنه وعلم الإسناد لا نظير لها عند غير المسلمين، والحاجة إلى معرفته والإحاطة به أكثر من حاجة الجسد إلى روحه، والعين إلى نورها؛ فيه تفهم العلوم، وعن طريقه تستنبط الأحكام، قال ابن الصلاح (ت 643هـ) عن أصول الفقه: "هو باب التحقيق في ...الفقه وعماده".
وقد ظهر هذا العلم مدوناً على يد الإمام الشافعي رضي الله عنه (ت 204هـ) حين كتب (الرسالة) استجابة لطلب عبد الرحمن بن مهدي (198هـ)، وبعد موت الشافعي لم يقف التدوين في أصول الفقه؛ بل تتابع بعده التأليف في هذا الفن، وقد تلقى الفقهاء ما وصل إليه الشافعي في تحرير أصوله بالدراسة والفحص، ولكنهم اختلفوا من بعده على اتجاهات: فمنهم من اتجه شارحاً لأصول الشافعي مفصلاً لما أجمل مخرّجاً عليها، ومنهم من أخذ بأكثر مما قرر وخالفه في جملة تفصيلات، وزاد بعض الأصول، ومن هؤلاء الحنفية، فقد أخذوا بما أخذ، وزادوا الإستحسان، والعرف، ومنهم المالكية، فقد قبلوا منهاجه، وزادوا عليه إجماع أهل المدينة والإستحسان، والمصالح المرسلة وغيرها.
هذا وإن الحنابلة أقرب إلى المالكية من حيث عدد الينابيع التي استقوا منها مادة الفقه، والحق أن فقهاء المذاهب الأربعة لم يخالفوا الإمام الشافعي في الأدلة التي قررها، وهي الكتاب والسنّة والإجماع والقياس.
وإن التصنيف الأصولي أنواع: 1- مصنفات أصولية عمدة في هذا العلم، كالرسالة، والبرهان، والمستصفى، 2- مصنفات أصولية جزئية في بعض الموضوعات كرسالة القياس لشيخ الإسلام ابن تيمية والعقد المنظوم في الخصوص والعموم للقرافي، 3- مختصرات، وهي نوعان: الأول: مختصر ككتاب كبير، الثاني: كُتُب كُتِبَتْ بأقصر العبارات وأوجزها دون أن تكون اختصاراً لكتاب معين، بالإضافة إلى ذلك هناك شروح مختصرات، وشروح لكتب كبيرة وحواشي على الشروح... إلخ.
وتجدر الإشارة إلى المختصرات وقد وضعت تيسيراً لحفظها على المبتدئين وأخذت شهرة كبيرة في المدرسة الأصولية والفقهية وغيرها، وأثنى عليها كبار علماء الأمة.
وأن لهذه المختصرات فوائد جمة إن أحسن العلماء شرحها لطلبة العلم، ففي كل كلمة منها تستخرج كنوز ولآلئ من قبل أهل الإختصاص الذين يعرفون الله تعالى.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي شمل مختصرات أصولية ثلاث وهي: 1-"العلقة المفيدة" اختصار (الحفيدة)، 2- الورقات المفيدة المسماة بـ (الحفيدة)، 3- المقتصر من مختصر التحرير.
هذا وقد عمد المؤلف إلى مختصر ابن النجار، أهم الكتب الأصولية وعمدتها عند الأصحاب، فاختصر اختصاراً بديعاً لم يسبق إليه في "المعتصر من مختصر التحرير"، ثم اختصره في (الحفيدة) أو الورقات، ثم اختصرها في "البلغة المفيدة في اختصار الحفيدة" واستوفى المؤلف جل المباحث التي يحتاجها أبناء زماننا، ولهذا ينبغي أن تكون المرقاة الأولى للحنبلي في سلم الأصول، وهي وافية لرتبته: ورقات أمام الحرمين، وأما الحفيدة؛ فهي في رتبة قواعد الصفي القطعي الذي جعله القاسمي في رتبة الورقات لما جمع المتون الأصولية في المذاهب المتبوعة، حتى إنه اختصر تنقيح القرافي لما لم يجد من كتب المالكية ما يلائم تلك الرتبة.
وهذا بالتحديد ما جاء في هذه المختصرات الأصولية: 1- "البُلَّغة" المفيدة في اختصار (الحفيدة) في أصول الفقه... على مذاهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
ويشير المؤلف بقوله: "أما بعد فهذا مختصر في أصول الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل يحتاج إليه المبتدئ، اختصرته من "الحفيدة"، التي هي من: "المقتصر" من "مختصر التحرير" مع إختلاف في الترتيب يسير [...]، 2-الورقات المفيدة المسماة المفيدة في أصول الفقه على مذاهب الإمام أحمد بن حنبل وهي من أصول الفقه أخذها المؤلف من "المقتصر" الذي هو "مختصر التحرير" لصاحب المنتهى، وهي كحالة في أصول الفقه يحتاج إليها المبتدئ [...].
3- "المقتصر من المختصر" في أصول الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وهي خلاصة في أصول الفقه، يحتاج إليها المتوسط، وينتفع بها من انتهى، لخصها المؤلف من "مختصر التحرير" لصاحب "لمنتهى" مع ضم ما تيسر من "شرحه" وغيره من كتب أولي النهي، مشيراً بالقول: "وحيث ذكريات مسألة قال فيها في الأصل: "في قولٍ" تَبِعْتُه لقصوري عن رتبة الجزم... وإنما اعتنيت به دون غيره، لأنه معتمدُ مذهبنا في الأصول، وهو فَرْعُ عن كتب أئمةٍ مخول... واختصرته لصعوبة حفظه على كثير من أبناء الزمان، ومع ذلك حافظت على عباراته بقدر الإمكان... [...]. إقرأ المزيد