تاريخ النشر: 06/02/2019
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن ما يشهده الأمة الإسلامية من تمزق خطير في صفوفها، والذي حولها إلى فرق متناثرة وأحزاب متناحرة، فضلاً عن التركة الخطيرة لهذه الخلاف العميق، حيث حدا بالكثير من أبناء الأمة الإسلامية إلى العزوف عن الدين وتبنّي الأفكار والنظريات غير الإسلامية - لن يتمكن المسلمون من تجاوزه من خلال السكوت ...عليه، والرضا بتبعاته؛ وإنما لا بد لهم من المكاشفة التقويمية الشجاعة، والتحلي بالمسؤولية وروح الإصلاح، والإبتعاد عن الطعن والإتهام، ومعالجة البؤر التاريخية المفضية إلى الإختلاف والتمزق.
من هنا، لا بد من القول إن إعادة قراءة النصوص الدينية والوقائع التاريخية لا بد لها أن تصب في إتجاه معالجة مشكلة المسلمين الخطيرة، والبحث عن منشأ وحدة الأمة، وليس من أجل التجريم أو الطعن أو اللعن، أو الإساءة للرموز التاريخية، كما لا يعني ذلك عدم توجيه النقد الموضوعي لأصحاب القراءات الخاطئة؛ فإن هالات التقديس - غير المبرّرة - غالباً ما تقف حائلاً أمام العمليات التصحيحية، ولذلك كان لا بد من عرض الرؤى النقدية؛ فإنها ترفع القيود عن العقول، وتمزق الحجب التي عطّت القلوب، ومتى تحررت العقول والقلوب من القيود والحجب؛ فإن الحقيقة سوف تكون هي الحاكمة والرائدة والموجّهة.
هذا ما شكل المنطلق لدى الباحث لتقديم هذه المطارحات الفكرية والعقدية، والتي هدف من خلالها إلى معالجة المشكلات التاريخية الموروثة، وذلك من خلال التركيز على تقديم القراءة الموضوعية والتحقيقية للنصوص الدينية التي اجتهد الآخرون فيها لأسباب هي محل خلاف بالنسبة لأطراف أخرى.
وعليه، ومما لا ريب فيه أنها لم تملأ الفراغ بقدر ما فسحت المجال الكبير للإختلاف والتمزق، فكان لا بد من ترشيد الأحداث التاريخية وبيان مواضع الإختلاف، وتحديد منشأ الوحدة في الأمة الكامن في تحكيم النصوص الدينية الصحيحة، والإبتعاد عن تحكيم القراءات التاريخية الخاطئة، مع الحفاظ على كرامة الرموز التاريخية؛ لأن الهدف، وكما يشير الباحث، ليست هي الرموز التاريخية، وإنما الهدف هو التصحيح نفسه، والخروج بالأمة من أتون الحراب والمزق الموروث.
من هنا، كانت مسؤولية الباحث ثقيلة في تقصي النصوص الدينية ومعالجة القراءات التاريخية الخاطئة، مؤكداً أن ما هذه الحلقة الفكرية والعقدية (من المطارحات في العقيدة)، والتي اختصت بعرض نصوص نبوية تتعلق بالإمامة مفهوماً ومصداقاً، من قبيل حديث (رزيّة الخميس)، وحديث (أنت خليفتي من بعدي)، وحديث (المنزلة) وحديث (القدير)، إلا حلقة تتبعها حلقات أخرى يستعرض فيها الباحث جملة من النصوص الدينية والوقائع التاريخية وتناولها بالدراسة والتحقيق، والنقد والتقويم، وصولاً إلى القراءة الصحيحة، وتصحيح القراءات التاريخية الخاطئة، من خلال الإعتماد على أسلوب يجمع بين التفصيل المطلوب والإنتخاب الدقيق للمسائل الأساسية المبحوث فيها.
أما الأسلوب، فقد اختار الباحث الخطاب المباشر مع عموم المسلمين، وأما المنهج، فقد كان منهج هذه المطارحات مختلفاً، فهو لا يكتفي بوجود الحديث في أمهات مصادر مدرسة الخلفاء؛ بل قنن شروطاً ثلاثة لصلاحية الحديث للإستدلال به؛ أحدهما اعتباره، ثانيها: صراحته في المطلوب، ثالثها: إتفاق علماء المسلمين عليه، هذا فقد اشتمل هذا الكتاب على تمهيد ومطارحات أربع: المطارحة الأولى الأبعاد العقدية لحادثة الخميس وحديثها المطارحة الثانية: في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت يا عليّ خليفتي من بعد، المطارحة الثالثة: في حديث المنزلة، المطارحة الرابعة: حادثة الغدير وحديثها. إقرأ المزيد