كتاب الأربعين - العوالي العشاريات
(0)    
المرتبة: 65,708
تاريخ النشر: 15/12/2018
الناشر: مؤسسة الضحى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:الإسناد علم له أهميته في حفظ الحديث الشريف، حيث تمت تنقية الحديث الشريف من خلال هذا العلم من كل دخلٍ ودسٍّ حاول دسَّه بعض المرجعين، وصفّي من كل وهم أو خطأ وقع فيه الناقلون، وخرج الحديث النبوي عن كل الفتن التي مرت بها الأمة محفوظاً مصوناً، تكلؤه عيون أئمة ساهرة ...حارسة، وتوصله إلى أجيال الأمة المتلاحقة غضّاً طريّاً كأنما خرج في رسول الله صلى الله عليه وسلم لتوِّه، يشع منه النور والهدى، وتنبع منه الحكمة صافية رقراقة.
ولقد صدق ابن المبارك حينما قال: "الإسناد في الدين؛ ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"، ولم يتخلّ علماء الأمة المتأخرون عن الإسناد، ولا سمحت نفوسهم بإضمحلال هذا الفن العجيب؛ بل استمروا في تناقل سلاسل الأسانيد، وحافظوا على إتصال الروايات، وجمع كثير من المحدثين والحفاظ ما وقع لهم من عوالي الأسانيد في مؤلفات خاصة، يبسطون فيها مروياتهم، ويعرفون بشيوخهم، وعلوّ أسانيدهم، وخلّدت هذه المؤلفات أسماء كثير من الرواة والنقلة، وتسببت في توارد الرحمات والدعاء لهم ممن تناقل هذه الأسانيد وحفظها، واهتم بشأنها.
هذا وإن ممن ألف في هذا الجانب، العلم الكبير، إمام القراء والإقراء في زمانه، ومرجع علم القراءات لمن أتى بعده، الإمام المقرئ الحافظ شمس الدين ابن الجزري، الذي ملأ الدنيا اسمه علماً من أعلام علوم القرآن الكريم، وشغلت الناس كتبه ومنظوماته، فلا يكاد ينشأ طالب علم حتى يحفظ المقدمة الجزرية، وتكون له العمدة في ضبط حفظه للقرآن الكريم وتجويده له.
ولا يتقن فن القراءات من لا يتقن "طيبة النشر" التي نظمها ابن الجزري جامعاً فيها القراءات العشر، وصارت طريقاً رئيساً لطالب علم القراءات، والمتخصص فيه، ومع شهرة الإمام ابن الجزري بفن القراءات، وإشتغاله به في معظم حياته؛ إلا أنه كانت له مشاركات في علوم أخرى، ووضع مؤلفات في فنون عدة، ومنها: علوم الحديث، ومن مؤلفاته فيها هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ والذي جمع فيه أربعين حديثاً من أعلى ما يُروى في عصره؛ حيث يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة رجال، ولم يكن في آخر زمن ابن الجزري وقبيل وفاته من يقع له هذا العلو في الدنيا أبداً.
ولم يقتصر ابن الجزري في كتابه هذا على سرد الأحاديث الأربعين بإسنادها؛ بل هو قدم بين يديّ ذلك بمقدمة بسط فيها أنواع العلوّ، وبين طرق التحمل التي استعملت فيه هذه الأسانيد، ونثر فيها فوائد كثيرة، وشارك فيها برأيه وإجتهاده في غيرها مسألة تتعلق بفن الرواية، والألفاظ المعبرة عن طرق التحمل، ومثّل لكثير من هذه المسائل بأسانيد له ولشيوخه يوضح فيها مقصد المسألة، وتكون كالتطبيق العملي لها، ثم استفتح - بعد ذلك - بالحديث المسلسل بالأولية، ثم بسط الأحاديث الأربعين العوالي.
وكذلك ختم كتابه بعرض أسانيده في القرآن الكريم، والطرق التي تحمل فيها القرآن الكريم سماعاً وإجازة، وقد أشار المؤلف في مقدمته إلى أنه اقتدى بشيخه العراقي جمعه للأربعين العوالي، فسلك مسلكه، وتتبع سمته، لكنه جعل كتابه هذا - بمقدمته وخاتمته - أكثر فائدة، وأغنى مادة، ولا سيما مع المنهج الذي اتبعه؛ حيث يعرض كل حديث بإسناده، ثم يعقّب على الحديث ببيان حكمه، والكلام في رجاله بحسب الحاجة، ثم يعرج على ضبط أسماء الرواة، والأماكن، والغريب الواقع في الحديث والرواية، وبذلك أثرى ابن الجزري كتابه، فلا يملّ منه طالب علم، ولا يسأم منه مهتم بالحديث الشريف.
وإلى هذا، فإن كتاب ابن الجزري لم يكن مطبوعاً من قبل، وقد وفق الله تعالى المحقق للوقوف على ثلاث نسخ خطية له، عرف بها بعد تقديمه ترجمة لصاحب الكتاب (ابن الجزري) ولمكانته العلمية.
أما عملية التحقيق فقد أجراها المحقق على النحو التالي: 1-إعتماد النسخة الظاهرية الأصل ومقارنتها بالنسختين الأخريين، مثبتاً ما كان صواباً، 2-مقارنة كتاب ابن الجزري بكتاب العراقي "الأربعين العشارية"، وبيان ما وقع من أخطاء وأوهام في أي منهما، 3-تقديم ترجمة وافية للدواة، بحيث يقف القارئ على ملخص حياة الراوي، ويعرف قدره ومكانته في عصره، وليظهر أي تصحيف أو خطأ في اسمه أو نسبه أو كنيته، 4-تقديم ترجمة لابن الجزري وحياته الشخصية والعلمية، والتعريف بالكتاب وبصحة نسبته واسمه، وأهم ما أثير حوله من إنتقادات، والتعريف بالأصول المخطوطة، 5-التعليق على متن الكتاب بما هو مناسب مما تمّس الحاجة إليه، ولا سيما في الحكم على الرجال، وبيان درجة الأحاديث، خصوصاً مع وقوع بعض تساهل يلمسه القارئ من الإمام ابن الجزري في الحكم على الحديث، 6-وأخيراً وضع فهارس علمية مناسبة تسهل الرجوع إلى الكتاب والإفادة منه. إقرأ المزيد