تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار جواد الأئمة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:والكتاب من إسمه حظٌ كبير .. فهو نهج البلاغة الذي صنّفه أمير المؤمنين الأمير علي بن أبي طالب والذي ضمّنه أروع ما جادت به قريحته من حكم في الأخلاق ، المال ، الصحبة ، الأخلاص ، ... وبعبارة مختصرة أروع ما قيل فيما يخص المؤمن من أخلاق رفيعة .. ...في علاقته مع ربه .. وعلاقاته مع من حوله .. وعلاقته مع نفسه .. وحتى في علاقاته مع عدوّه .. . ولن يكون من السهل توصيف نهج الإمام البلاغي فقد انقادت البلاغة مطواعة للتعبير عن روائع الكلام ... حكماً ، ونصائح ....و ... ضمن عبارات هي من السهل المقنع في أساليب الكلام ... ، وليبقى نهج البلاغة تلك العلامة الفارقة في ما أبدعته ذائقة اللغة العربية من مؤلفات في الأدب العربي . وليكن لنا وقفة متأمل في روعة الكلم معنىً ومبنىً فيما جاء حول حكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في نهج البلاغة ، مع شرحها ، بما يمثل نماذجاً فيما أورده الشارح في هذا الكتاب الذي عمل على ترتيب الحكم فيه ترتيباً أبجدياً . وهذا بعض ما جاء فيه : " إذا وصلَت إليكم أطراف النّعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر . استعار لفظ التنفير لشبهها بالطير المتصل إذا سقط أوله اتصل به آخره إن لم ينفّر ، وفيه إيماء إلى أن دوام الشكر مستلزم لدوامها وكثرتها كقوله تعالى [ لئن شكرتم لأزيدنكم ] . " إمش بدائك ما مشى بك " . يقول مهما وجدت سبيلاً إلى الصبر على أمر من الأمور التي قد دفعت إليك وفيها مشقّة عليك ، فاصبر ولا نتعاجز به ، بل كن في صورة الأصحاء . " إحذروا صولة الكريم إذا جاع ، واللئيم إذا شبع " يراد بالكريم شريف النفس ، ذو الهمة العليا ، وبجوعه ضيمه ، وامتهانه ، وشدة حاجته . وذلك مستلزم لثورات غضبه وحميته عند عدم التفات الناس إليه ، وشبع اللئيم كناية عن غناه وعدم حاجته ، وذلك يستلزم تمرده وأذيته لمن كان تحت يده ، ومن يحتاج إليه من الناس ؛ فربما كان جوعه سبباً لتغيّر أخلاقه وتجويدها ، ... . " الغنى في الغربة وطنٌ ، والفقر في الوطن غربةٌ " . قال رجل لسقراط : ما أشد فقرك أيها الحكيم ؟ قال : لو عرفت راحة الفقر لشغلك التوجع لنفسك عن التوجع لي ، الفقر ملك ليس عليه محاسبة . قال بعض الحكماء : ألا ترون ذا الغنى ما أدوم تعبه ، وأقل راحته ، وأخسّ من ماله حظه ، وأشدّ من الأيام حذره ، وأغرى من الدهر بنقصه وثلجه ! وقد بعث الغنى عليه من سلطانه العناء ، ومن أكفائه الحسد ، ومن أكفانه الحسد ، ومن أعدائه البغي ، ومن الحقوق الذمّ ، ومن الولد الملامة وتمنّي الفقدان ، لا كذي البلغة فقنع فدام له السرور . وقالوا : حسبك من شرف الفقر أنك لا ترى أحداً يعصي الله ليفتقر ، أخذه الشاعر فقال : يا عائب الفقر ألا تزدجر .. عيب الغنى أكبر لو تعتبر / أنك تعصي الله تبغي الغنى .. وليس تعصي كي تفتقر . " الفقيه كل الفقيه من لم يُقَنِّط الناس من رحمة الله ، ولم يؤيسهم من روح الله ، ولم يُؤْمنهُم من مكر الله " . قلّ موضعٌ من الكتاب العزيز يذكر فيه الوعيد إلا ويمزجه الوعد ، مثل أن يقول : " إنه شديد العقاب " ثم يقول : " وإنه لنفورٌ رحيم " ، فالفقيه التام في العلم من يعلم فقه وضع الكتاب العزيز وجذب الناس إلى الله بوجوه من الترغيب والترهيب ، والوعد والوعيد والبشارة والنذارة ، ولم يكتفِ مثلاً على قوله تعالى [ يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ] بل على قوله تعالى [ أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ] . " ما عال من اقتصد " أي ما افتقر من أنفق بقدر الحاجة المتعارفة ، وذلك لأن قدر الحاجة من المال قد تكفّل الله تعالى بإدراره مدة البقاء وهو ما لا بد للمقتصد منه . قال تعالى [ والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً ] هذا غيضٌ من فيض ما جاء في هذا الكتاب من حكم وشرحٍ لها ، وخير ما يُقال فيها : " خير الكلام ما قلّ ودلّ " . إقرأ المزيد