تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: منشورات الرعاة للدراسات والنشر
نبذة الناشر:"أما لغة السياسة الوطنية البراغماتية فكانت تسعى لإنتزاع ما تبقى من أرض فلسطين تاركة مهمة التحرير الكامل لفلسطين التاريخية للأجيال القادمة، فالصهيونية أقامت دولتها في فلسطين في ظل السيطرة الإستعمارية على العالم، ووجود دولة إسرائيل في فلسطين وفي ترسانتها القنابل الذرية لا يعني أن مصيرها محكوم بقوتها الذاتية ويدعم اليهود ...على مستوى العالم لها، وبأنها بالتالي دولة أبدية في فلسطين.
فيهود اليوم هم غرباء عن يهود التوراة، إن هؤلاء من خارج نسيج الشرق الأوسط الذي تحدد خلال أكثر من ألفي سنة، وهذا النسيج العربي هو الذي يشكل اليوم الشرق الأوسط، ويهود إسرائيل يرفضون الإندماج ويحاربون ضده، ولا يوجد في الأفق أي استعداد لديهم للإندماج في محيطهم، بل على العكس إنهم في حالة انكفاء متسارع.
ولهذا يبقى يهود التوراة، يهود داوود وسليمان في توراة التاريخ، أما يهود الحاضر رغم لحاهم الطويلة ولباسهم الأسود فهم قادمون من بروكلين ومن وارسو؛ فهذا التمثل واستحضار شخوص الماضي مسرحية هزلية لا تعدو تقليداً ساخراً لماض مضى ولن يعود.
وخلاصة قصة الصراع هنا أن اليهود في فلسطين تحت اسم إسرائيل هم قوة إستعمارية دخيلة ولا سبيل لبقائها إلا بإندماجها في الشرق الأوسط.
أما بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين، فالإعتراف بإسرائيل ولا يزال الشرط الإستعماري للإعتراف بوجود كيان وطني فلسطيني على ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية، وبدون هذا الإعتراف الإضطراري ما كان يمكن أن تقوم السلطة ولو على شبر واحد من أرض فلسطين.
إن الإعتراف هو جواز المرور لإبقاء فلسطين على خارطة الشرق الأوسط في الزمن المستحيل، وهذه عبقرية ياسر عرفات الذي اجتاز حقول الألغام كلها حتى وصل إلى فلسطين، وإن خذله الحاضر فإن التاريخ سينصفه في نهاية المطاف". - من فصل: "اليوم ضاعت فلسطين"
"ولهذا، فبقاء السلطة الوطنية الفلسطينية حقيقة مادية وسياسية وكيانية من حقائق الشرق الأوسط، وبشكل العائق الأكبر أمام إسرائيل دون أن تتجاهل دور السلطة في الإحياء والبناء الوطني، ومن الخطأ القول بأن المنظمة الأم - منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الوطن المعنوي والممثل الشرعي والوحيد، يمكنها أن تملأ الفراغ وتقوم بذات المهام التي تؤديها السلطة الوطنية، وفي حالتنا الراهنة في ضوء هذا الصراع المديد وهذا المأزق فإن المنظمة تبقى ضرورة وطنية، والسلطة الوطنية ضرورة وطنية دولية، فهي النواة المادية على الأرض للدولة الفلسطينية التي يدفع المجتمع الدولي بإتجاه قيامها على أرض فلسطين وبحدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها.
وقد تكون المواقف الإسرائيلية، منذ استشهاد أبو عمار في 11 تشرين الثاني 2004، بقدر ما ألحقته من تدمير مخطط للسلام بين الشعبين ولحل الدولتين، قد فضحت ما قاله باراك وكلينتون بعد قمة كامب ديفيد، فقد أثبتت هذه السنوات أن إسرائيل تملك من القوة والحماية الأميركية ما يمكنها من رفض الحل التاريخي على أساس الدولتين، والأخطر من هذا الرفض أنها تواصل مشروعها الإستيطاني الطويل الأمد معتمدة على الحماية الأميركية، إلا أن التاريخ لا يتوقف، وإن كان في حالتنا يتقدم ببطء شديد، والشرق الأوسط، حيث السياسة فيه كرماله المتحركة، يفرض علينا أن نتمسك بالإنجاز التاريخي الذي حققه ياسر عرفات، وأعاد فلسطين إلى وضعها حقيقة راسخة من حقائق الشرق الأوسط، حقيقة أبدية غير قابلة للزوال، فلا عودة إلى الوراء، والتقدم إلى الأمام حتمي". - من فصل: "هل أضاع أبو عمار فرصة السلام؟". إقرأ المزيد