تاريخ النشر: 15/10/2018
الناشر: دار العلم للملايين
نبذة نيل وفرات:" حقاً لقد استجاب الجميع لتغيير الساعة .. ولمَ لا .. ؟ يا لها من قوة ! كيف استطاعوا أن يحرّكوا مجتمعاتٍ واقواماً .. كما يريدون ؟ ! .. يا لها من قوة ! إلى الأمام ساعة .. وينحنون إلى الأمام . إلى الوراء ساعة ... يرجعون إلى الخلفاء .... الوقت ... يا له من وهم ! لقد تحوّلت حياتنا إلى ارقام يستهلكون منها ما يشاؤون ، ويهبوننا ما يشاؤون ! هل من الممكن أن تغيّر الشمس موعد شروقها وغروبها مثلاً ؟ أبداً . هو ، هو موعدها . نحن نغير رقمه وحسب . فمثلاً ، بدل أن يكون خمسة ... صار أربعة ، وبدل أن يكون أربعة صار خمسة ... ولكن ذلك الرقم يفيد بأنه في أن أقبض من حياتك قبضة أو أهبك قبضة ! أحلم بيت ليس فيه أي ساعة حتى تغدو حياتي ملكي .. وأتحرر من ملحقات الوقت اللامنتهية إلا بنهايتي .. لقد سلبونا الأهم ... حياتنا ، ونحسب أنفسنا أحراراً ! دائماً تخطر هذه الأفكار في رأس إيلينا .. واليوم قد خطر لها كلّ ذلك وهي تنظف أسنانها استعداداً لعملها في اليوم الأول ... من بدء التوقيت الشتوي . في خطوة إلى الأمام ، وأخرى إلى الخلف ... إيلينا شبه حرّة . هل أذهب إلى العمل وأستسلم لمجريات الحياة المرتّبة والمنسّقة ... من دون دخل لي بها ، أو أتوقف عن العمل ؟ ... وإن توقفت ... فكيف سأحيا ؟ لعبة كبرى ! ... إن أردت أن أملك حياتي فعليّ أن أملك القوة الكافية لذلك ، لا لانتزاعها منهم ! ذلك بأن يكونوا هم بحاجة إليّ ... ولست بحاجة إليهم ... إن كل ما يقومون به ، قائم على قبولي ورفضي ... ماذا لو رفضت ؟ ! ماذا لو رفض الموظفون ساعات العمل الطويلة اليومية ليحصلوا في نهاية فترة تدعى " شهراً " على مبلغ من المال لا يكفي لتأمين حاجاتهم الأساسية لأقل من تلك الفترة بكثير ؟ ماذا لو ... رفض الناس شراء منتجات تقوم على استعباد ملايين الأشخاص أو اغتصاب أراضيهم لإنتاجها ! ... ماذا لو عرفت ببساطة أنك بساط الريح الذي بفضله يحلقون في السماء ، وفجأة قرّر بساط الريح سحب نفسه من تحت أقدامهم ! .. في زحمة الأفكار تلك كلها ... قررت إيلينا أن يكون هذا اليوم هو يومها الأخير في عملها .. وأن تبحث في شبكة الانترنت عن عمل مؤقت لا يحتاج إلى وقت كثير أو ... إلى حياة كثيرة .. ريثما تؤسس لعملها الخاص الذي تملكه ويملكها .. على أمل أن تقوم حياة البشر يوماً ما على محبتهم بعضهم لبعض ... قبل أي شيء آخر [ ... ] ومضات فكرية تحمل في مضامينها فلسفة الحياة .. ربما تتوافق معها ... وربما تختلف .. وربما تأخذك إلى عالم يروج بالتساؤلات ... محاولاً البحث عن إجابات علّك تجدها حاضرة لدى شخصية من شخصيات هذا الحيّ الذي إنما يمثل المجتمع بكل أطيافه .. عاداته .. تقاليده .. أفكاره .. معتقداته ... لتسأل نفسك في النهاية ، ما هي الحقيقة حقاً ؟ كل شيء يبدو للوهلة الأولى صحيحاً حتى ينبض قلبك بومضة خفية تصاحبك في عذاب دائم في ما أنت عليه .. في ما تكوّنت به .. إيه .. بالجمال زهرة الياسمين إما أجمل شموخها في دورتها ، في عناقها للسماء والتراب ... آه كم تستطيع أن تكون ... هناك بعض الأمور غير المفهومة في الحياة .. كخشية الناس للناس ! لا أدري ما مصدر هذا الشعور .. لكنه بكل تأكيد ينمّ عن ضعف شخصي ، وبناءٍ غير سليم لشخصياتنا يجعل منها مرتكزة وقائمة على وجود الآخر فحسب . فلا تقوم حيواتنا إلا بوجودهم . إنه لوهم كبير ، يجعلنا أتباعاً وعبيداً .. [ ... ] . إقرأ المزيد