تاريخ النشر: 21/09/2018
الناشر: دار كنانة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:حلب وباب الأحمر والقلعة والشيخ صبري، وريمة، الذوات اللطيفة التي تسري في الروح سريان الماء في عروق الشجر، كما عرّف الشيرازي المؤرخ في بديعه: "الأمثل"، والتي في روح كل منها مجرّة صفاتٍ لا تحيط بمبتدئها صفات، وتعجز اللغات، مهما أوتيت من بلاغة، من إدراك المثال الذي خلقت من جنسه، ومما، ...وكما قيل، لا نظير له من جنس الموجودات.
حلبُ ليست تلك الأبواب التسعة التي كانت أحجّ إليها باباً فباباً، وأتلو ما تيسّر من سورة البأس قبل أن يدهمها المسلّحون، الحنّيون الجدد ومغول العصر، ولا تلك القلعة التي صفحت على خندقها طفولتي المتعبة باللهاث وراء أفراح صغيرة، ولا الخانات التي كنت أفيء إلى ظلالها كلما دهمني حنين إلى الإنسان صورة الله، ولا الحمّامات التي كانت امي تمضي بنا إليها كل خميس ونحن صغار فلا نغادرها قبل أن تتوّرد وجوهنا، بل أجسادنا كلها، بلون زهر الدرّاق، ولا البيوت القديمة التي أوت ذلك الفنى الذي كان، ولمّا يزل، مفتوناً بمساحاتها الضاحكة أبدأ للضوء، ولا تلك الحجارة الشهباء المعاندة لطيش الزمن وأحقاد الغزاة، ليست ذلك فحسب، بل أيضاً، ذلك كله وقد غادر حمادة فصار معنى، وعجمته فصار لغات، وصمته فصار قصائد، حلب ذلك كله وقد صدق فيها قول الشاعر: "دار أعجوبة" الدنيا وقد / أبت أن تحاكي بلدة تحت السما".
حلبُ روح، وأي روح! ذات لطيفة غافلت المطلق في عليائه، وعلى غبطةٍ منه، فغادرت بضعة من روحه، ثم هبطت إلى الأرض وصارت مدينة، وأي مدينة! مدينة اختارت لنفسها حاء الحبَ والحُسن والحنطة والحياة، ولام اللحظ واللجين واللحن واللغات، وباء البرق والبشر والبلاغة والبسملات. إقرأ المزيد