المرأة العظيمة ؛ قراءة في حياة السيدة زينب بنت علي
(0)    
المرتبة: 181,300
تاريخ النشر: 14/08/2018
الناشر: دار القارئ
نبذة نيل وفرات:يعترف للمرأة بدورها الخلفي المساعد في صناعة العظماء وإبرازهم ، حيث لاحظ العقلاء حضوراً مميزاً للمرأة في حياة الكثيرين من العظماء والزعماء الناجحين ، فقالوا : " خلف كل عظيم إمرأة " . ولكن هل يعني ذلك أن حظ المرأة من العظمة هو في حدود دورها الخلفي ( اللوجستيكي ...) ؟ وأنها غير مؤهلة للعظمة ذاتاً ؟ أم ماذا ؟ إن العظمة تعني وجود مواصفات نفسية عالية ، وامتلاك كفاءات ذهنية وعملية متقدمة ، وإحداث تأثير فعلي مهم على ساحة الحياة . وبهذا المعنى للعظمة ، فإن لا شيء يقصّر بالمرأة عن بلوغ درجتها . وإن التاريخ يخلّد لنا ذكرى العديد من النساء اللواتي ارتقين سنام العظمة ، وبلغن ذروتها ، كما لا يخلو حاضر البشرية من نماذج نسائية عظيمة . ومن المفارقات ، وفي هذا السياق ، فإن واقع المرأة في مجتمعاتنا يحكي عمق التخلف والإنحطاط الذي انحدرت المجتمعات الإسلامية والعربية إليه ، وبالتالي ، فإن نصف هذه المجتمعات المتمثل بالمرأة قد فرض عليه حالة الشكل والعزلة والجمود ، وأسوأ ما في الأمر أن يتم تجهيل المرأة واحتقارها وتهميشها بإسم الإسلام !! حيث يرى بعض المتدينين كراهة بتعليم المرأة ، واستحباب الأمية والجهل لها أو يرون أن الفضل انزوائها في بيتها ، فلا تخرج حتى للمشاركة في البرامج الدينية كصلاة الجماعة ! وإن صوتها عورة فلا يبلغ مسامع الرجال وأن لا دخل لها في الشؤون السياسية ، فسياسة المرأة هو حسن التبجل لزوجها فقط ! ويبالغ بعضهم فيدّعي أن على المرأة ألا تخرج من بيتها إلا مرتين في حياتها : من بيت أبيها إلى بيت زوجها عندما تتزوج . والأخرى : من بيتها إلى القبر حينما تموت !! ويستندون في نسبة هذه الآراء الرجعية للدين على نصوص وروايات وفتاوي ؛ إما أن تكون مختلفة مصطنعة لا أساس لها ؛ وإما أنهم أساؤوا فهمها وحرّفوا تفسيرها مما يتناسب مع أفكارهم المتحجرة . وأفضل ردّ يكشف زيف هذه الآراء ، ويفضح الواقع المتخلف للمرأة في مجتمعاتنا ، ويثبت مخالفته للدين ، وبراءة الإسلام منه هو القراءة الواعية لحياة السيدة زينب رضي الله عنها . وهل أحد يستطيع المزايدة على السيدة زينب في الدين ، وهي وليدة النبوّة ، وخريجة بيت الوحي والرسالة ، وعقيلة بني هاشم ؟ فعند قراءة سيرة حياتها بتمعن ، نراها العالمة العارفة ، والمعلمة المحدثة ، التي كانت تعلم النساء ، ويروي عنها الرجال ، ونراها الثائرة المجاهدة ، ونراها الخطيبة المفوهة .. هذه الصورة الحية التي نراها في حياة السيدة زينب رضي الله عنها تناقض وواقع المرأة في المجتمعات الإسلامية اليوم . هذا وقد يرغب الكثيرون في التعرّف إلى شخصية السيدة زينب ، من هذا المنطلق ، وبدافع الأداء لبعض حقّ السيدة زينب ، كما أن بعض جوانب سيرتها أصبحت مسرحاً لاختلاف الرواة والمؤرخين ، كتمديد زمان ومكان وفاتها ، وتعيين مدفنها وقبرها ، انبرى المؤلف إلى تقديم هذه القراءة في حياة السيدة زينب بنت علي رضي الله عنها . وأما مصادره فيذكر أنه وحين إعداده لكتابه هذا اطلع على مجموعة من المصادر ، توخى الدقة في اختيارها ، حيث بذل جهده لرسم أجلى صورة عن ملامح شخصية السيدة زينب العظيمة رضي الله عنها ، وعن سيرتها العطرة . إقرأ المزيد