الخطاب الحجاجي لأهل البيت في كتاب الإحتجاج - دراسة تداولية
تاريخ النشر: 10/08/2018
الناشر: دار القارئ
نبذة المؤلف:يعد موضوع الحجاج من الموضوعات التي لقيت إهتماماً واسعاً من الدارسين بصفة عامَّة، وتكمن أهمية الخطاب الحجاجي في كونه ألصق من الخطابات الأخرى بالجمهور، هدفة إستمالة الخصم أو التأثير فيه بإستعمال تقنيات إقناعية تنشد التغيير من معتقدات المتلقي، وتؤدي بالذهن إلى التسليم بما يُعرض عليه من أفكار.
يعدّ الخطاب الحجاجي البؤرة ...المركزية في إيصال الأفكار وتثبيت المقاصد في ذهن المتلقي، إذ ينطوي على أثرٍ فعَّالٍ في إقناع الآخرين، كونه محاولة واعية من المتكلّم للتأثير في المتلقي عبر وسائل الإثارة والتأثير، ومن ثمَّ دفعه نحو تبني رأي ما، أو الإستجابة لطلب معين أو لتغيير رأيه لبناء موقف جديد، فآثرت الخوض في هذا الموضوع؛ محاولة مني الكشف عن خباياه، والوقوف على أهمِّ سماته وأنواعه بمنظور حداثي، لذا تسعى الدراسة الكشف عن الآليات الإقناعية الحجاجية في مدونة تراثية فكرية بتوظيف بعض ما توصَّل إليه البحث التداولي من مفاهيم وقوانين كمبدأ التعاون، ونظرية أفعال الكلام، وإستثمار ما قدَّمته النظريات الحجاجية من مفاهيم وادوات في التحليل، وعليه جاءت الدراسة موسومة بــ (الخطاب الحجاجي لأهل البيت (عليهم السلام) في كتاب الإحتجاج - دراسية تداولية - )، وإنَّما وقع إختيارنا هذه المدونة دون غيرها؛ لما تمتلكه من خصوصية داعمة لهذه النظرية الحجاجية، فهي من أقرب النصوص المعرفية تمثَّلاً لنظرية الحجاج بما تمتلك من آليات وأشكال وأدوات، فكانت مجالاً خصباً للبحث والدراسة، متّبعاً في التحليل المنهج الوصفي في وصف الظواهر الحجاجية الكامنة في الخطاب الحجاجي، ودورها في الإقناع، فضلاً عن ذلك فقد أمدَّنا التحليل التداولي عموماً، والحجاجي بشكل خاص بالأدوات والآليات التي من شأنها الكشف عن الطاقة الحجاجية لخطاب أهل البيت (عليهم السلام)، وإبراز حمولته الإقناعية.
ونظراً لوجود نظريات حجاجية عدَّة، تختلف كلاً منها عن الأخرى - بالمنطلقات والتقنيات - مفهوماً، وقد تتداخل بعضها مع بعض إجرائياً، كنظرية البلاغة الجديدة لبيرلمان وتيتكاه (المدرسة البلجيكية)، ونظرية الحجاج في اللغة لديكرو وانسكومبر (المدرسة الفرنسية)، ونظرية المساءلة لميشال ماير، وحجاجية الحوار لجاك موشلار، فقد رأيتُ الأخذ بها مجتمعة، وتقسيم فصول الدراسة على أساسها؛ لإضفاء رؤية شاملة ومتكاملة للمادة المدروسة؛ لأنَّ أخذ نظرية واحدة دون الأخرى قد يحرمنا من تسليط الضوء على بعض المظاهر الحجاجية في خطاب أهل البيت (عليهم السلام) في ضمن المدوَّنة. إقرأ المزيد