إشكالية المنهج في الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية - الجزء الأول
تاريخ النشر: 25/06/2018
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:تستدعي مقاربة إشكالية المنهج في الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية الإعتراف بأنّ تفاعل الثقافة العربية مع ثقافات الآخرين والإنفتاح على مناهج الغرب والإرتباط بها، بوصفها مرجعية عالمية، أحدثَت نقلة نوعية في النقد العربيّ المعاصر نحو قراءة النّصّ الأدبيّ قراءة متحرّكة تحقّق له إستمراريّته وتجعله قابلاً للحواريّة المنهجيّة متعدّد التّأويلات، منفتحاً ...على كونية الفكر.
غير أن الوجه الأكثر حضوراً في خطاب الحداثة النقدية العربية هو الأزمة التي تعانيها الممارسات النقدية نتيجة إتصالها بالمناهج النقدية المستوردة، وتتحدد أهم ملامح هذه الأزمة في عدم تقنية تلك المناهج، الوافدة من خارج حدود الثقافة العربية، من مخلّفات تفاعلها الطبيعي مع مكونات ثقافتها الأصلية عند محاولة تطويعها لمقاربة نصوص نبتت في أرض عربية الثقافة، ما يَكشف دون عناء عن غربة هذه المناهج ويترك النقاد في مأزق أمام إشكالية التأصيل المنهجي.
ينضاف إلى ذلك أن النقد العربي لم يستطع الخلاص من مأزق الصراع بين تقديس الذات والذوبان في الآخر، فالمثاقفة النقدية كشفت إشكالية الثقافة العربيّة، في تفاعلها مع الغرب، الماثلة في إتجاهين متناقضين، الأول يستلهم مناهجه من التراث العربي معتداً بأصالته، إلاّ أنه منغلق على ذاته، عاجز عن الإبداع ومجاراة الآخر، والثاني يدعي الإنفتاح والتحرر، لكنه غارق في رمال التبعية والإستلاب بمحاكاته الآلية للمناهج الغربية التي نقلها بحمولتها، فكرية وأيديولوجية، بل أتى بهذه المناهج الوافدة بما يحيط بها من إشكالات.
إنّ هذا الصراع قد خلق ما تشهده من فوضى في الخطاب النقدي المعاصر الذي دخل في نفق مظلم يصعب النفاذ منه خاصة في ظل المثاقفة، غير المكافئة مع الآخر، التي أدّت إلى نفور المتلقي من المقاربات النقدية المعاصرة للنصوص بل جعلت ملامح النصوص الإبداعية بدورها، بفضل غموض هذه المقاربات، غريبة عن المتلقين. إقرأ المزيد