دراسات أسلوبية في الشعر العربي
تاريخ النشر: 24/04/2018
الناشر: مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:استجاب الشعر العربي - على إمتداد عصوره، وتنوع بيئاته - لدواعي التطور، وعوامل التجديد، وكانت تلك الإستجابة سريعة وبارزة أحياناً، وبطيئة وغير واضحة المعالم في أحيان أخرى، ولكن ملامح التطور والتجديد يمكن رصدها، وتحليلها من قبل الدارسين لتاريخ الشعر العربي، والمتذوقين لنصوصه الكثيرة والمتنوعة قديماً وحديثاً.
لقد كانت الإشكالية الأساسية ...التي اصطدمت بها منجزات الحداثة، أن معظم أن هذا المنجز كان ناتجاً للتعامل مع نص غير عربي، حيث تم إستخلاص ما به من خواص جمالية، لا شك في أنها ترتبط بخصوصية اللغة التي ينتمي لها هذا النص، وقد حاول البعض إعطاء هذه الخواص نوعاً من الشمولية حتى تكون صالحة للتعامل مع النص العربي، دون محاولة لتعريب هذه الخواص أولاً، ولا نعني بالتعريب مجرد الترجمة، وإنما نعني به: عقد مصالحة توفيقية بينها وبين خصوصية النص العربي.
وربما كان غياب هذه المصالحة هو الذي جعل كثيراً من الممارسات النقدية المعاصرة عملية تشويه للنص؛ لأنها أجبرته على تقبل خواص لا تتوافق معه، وأرغمته على التعامل مع أدوات لا يكاد يعرفها، وإذا عرفها فإنها تظل غريبة عنه].
(من مقدمة الدكتور محمد عبد المطلب لكتابي البنية المتحولة في البلاغة العربية، دار العلم والإيمان، دسوق، مصر، 2009م).
وقد دفعني ذلك إلى التنقيب في تراثنا البلاغي والنقدي للبحث عن أدوات إجرائية تساعد في الدراسات الأدبية التطبيقية، فعثرت على مخزون بلاغي كبير، ووجدت أن كثيراً من الفنون البلاغية العربية تتوافق - في أكثر الأحيان - مع أدوات التحليل الأسلوبي والنصي الحديثة، وهي بذلك تكون أكثر مواءمة للتعامل مع الخطاب الإبداعي العربي، ويمكن لها أن تؤتي نتائج جيدة حين تستخدم في تحليل النصوص الإبداعية القديمة والحديثة.
من هذا المنطلق اعتمدت في معظم دراسات هذا الكتاب على بعض الإجراءات الأسلوبية، وبخاصة المنهج الإحصائي التحليلي، وقد وضعت نصب عيني دائماً أن تكون الجداول الإحصائية والأرقام الدقيقة عاملاً مساعداً في تحليل النصوص الشعرية تحليلاً دقيقاً، وأن تعضد الآراء التي أطرحها، وتسهم في الوصول إلى نتائج صحيحة موثقة، لا أن تكون الإحصاءات والأرقام غاية في ذاتها، ولا تسهم في تسليط الضوء على مناطق الإجادة في الشعر العربي، والكشف عن سماته وخصائصه. إقرأ المزيد