الرثاء في الأندلس ؛ عصر ملوك الطوائف
(0)    
المرتبة: 82,325
تاريخ النشر: 02/04/2018
الناشر: دار دجلة ناشرون وموزعون
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:الحمد لله حمداً كثيراً يوازي نعمته ، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم ، وبعد : فقد كانت صلتي بالأدب الأندلسي منذ دراستي الجامعية الأولى ، حيث كان إحساس خاص يتملكني كلما تردد لفظ الأندلس على مسامعي ، فقد كان للأدب العربي وقعٌ خاص في نفسي، فهو الإمتداد الطبيعي للحضارة الإسلامية ...في مغارب الأرض ، فقد حكم العرب الأندلس حوالي ثمانية قرون لم تشهد عصورها الأخيرة وبخاصة بعد سقوط الدولة الأموية أي استقرار .
وهكذا اتسمت صورة الأندلس في قلوبنا بالمجد المفقود ، والجرح النازف ، فشيء مؤكد أن نشعر بالحزن عندما نتذكر ما حاق بالأندلس من مآس ، ليس بسبب ضعف أهلها ، فقد كانوا أقوياء بحضارتهم العريقة ، وبعقولهم النيّرة ، وإنما مرد ذلك إلى التناحر ، وصراع المناصب ، والإختلاف في الرأي ومخالفة الأعداء الأمر الذي أدى إلى ذلهم وانكسارهم ولكن تبقى الأندلس عزيزة علينا ، وجوهرة ثمينة في قلوب ذوي الضمائر الحيّة الذين لم يجرفهم تيار المنصب ، ولا نشوة المادة .
أما مهمة إختياري لموضوع الرثاء فلم تكن سهلة ، فقد جاءت بعد تحريات واستفسارات كثيرة في أروقة الجامعة الأردنية ، والإطلاع على كافة الرسائل الصادرة في الأدب الأندلسي ، والأخذ برأي المختصين في هذا المجال ، وعلى رأسهم الدكتور صلاح جرار أستاذ الأدب الأندلسي ، والدكتور يوسف مسلم أبو العدوس ، وغيرهما من الأساتذة الكرام الذين لم يبخلو عليّ بالإجابات الشافية والواقية .
ولعل سبب اختياري لهذا الموضوع هو أن شعر الرثاء في أكثر الفنون الشعرية اتصالاً بالنفس الإنسانية ، فهو يرتبط بالإنسان مخاطباً مشاعره ، وعواطفه متطرقاً إلى الحقائق الكبرى المتعلقة بالموت والحياة والبحث عن المصير المجهول لنا جميعاً .
والسبب الثاني هو ميلي الشديد لهذا النوع من الموضوعات الحزينة ، فلولا الحزن لما شعرنا بقيمة السعادة ، ولعل الربط بين ماضي الأندلس وحاضر فلسطين ، والظروف السياسية التي مرت بها الأندلس قديماً وفلسطين حديثاً ما شدّني إلى هذا البحث . إقرأ المزيد