لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

لا زلت أذكر


لا زلت أذكر
6.65$
7.00$
%5
الكمية:
لا زلت أذكر
تاريخ النشر: 13/07/2018
الناشر: دار الحلاج للطباعة والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:كان الشيخ (محمد) يقف مضطرباً أمام ذلك الباب: بدا عليه الإنكسار والخجل، كأن وقوفه هناك بالرغم من إرادته كالوقوف على شفا هاوية، خطوة واحدة تفصل بينه وبين الضياع.
كان يحاول ألا يضيع الخطوة الأخيرة في منتصف جرحه وجرحي بالرغم من إنصياع الشيخ (محمد) لتلك المجموعة السوداوية إلا أننا لم نحمله ...كرجل ذي مركز إجتماعي مرموق ومحترم ما يزيد عن طاقته، كلمات النفي البسيطة في عالم اللغة والكلام يمكن أن تكون بوابة كبيرة للموت في عالم هؤلاء المجرمين، ليس في قاموس حياتهم الممانعة، كل من يقف بالضد منهم يجد الموت سبيلاً وحيداً لحياته، لذا لم يكن إنصياع الشيخ (محمد) وهو المعروف بسماحته وبساطته وطيبته إلا مجاراة لذلك الواقع الذي فُرضَ عليه وعلى جميع سكان الحي.
حاول الشيخ (محمد) أن يستجمع الكلمات وهي تتساقط أمامه، كان يشعر بأن كرامته ووجوده الشرعي والإنساني تتساقط أمامه وليست الكلمات وحسب، كان دائم الوقوف لمساعدة سكان الحي والغرباء على حدٍّ سواء، لكن مواقف فردية مجبراً عليها كهذا يكون كالبقعة السوداء في عالمٍ ناصع بالبياض؛ راح يضغط كفاً بكف وهو يتأمل المكان من حوله، بينما يقف بالقرب منه أحد هؤلاء السوداويين، كان كل شيء فيه قائم السواد، شعره الطويل المتدلي على كتفيه ولحيته الكثة، ولباسه المقبل على فقدان سواده الحالك بتراكم الأقذار والأوساخ بين نسيج خيطه الضئيل، وكذلك أفكاره، لا يمتلك العيش وحدك في هذا المنزل بعد الآن، شريعة الله تعالى يريد تطبيقها جنود الخلافة.
كان يشير بيدٍ بيضاء - يكسوها طبقة خفيفة من الشعر الداكن السواد - نحو ذلك الصعلوك.. بينما نظراته تعبر عن حقيقة أخرى ليست بغريبة عني، النقاش والحوار طريقة فذة لكسب الحقوق في العالم الواقعي لكنه ليس كذلك في عالم الموصل الأسود.
صار الجميع يسير بأعين معصوبة نحو الهاوية، الجميع يسير في طابور واحد نحو نقطة سوداء في نهاية الطريق، يتشبثون ببصيص أمل لا يكاد يسعف نفسه، حاولت أن أدافع عن اللامنطق بالمنطق، لكن الزمان والمكان غير ملائمين بالمرة، كان الحديث مع الشيخ (محمد) بوجود ذلك الصعلوك، أشبه بالحديث إلى جدار عال، جدار صلد بوجه الأصوات الدافئة، لطالما كان الشيخ (محمد) أشبه بالوصي على بعض الأمور الضرورية في حياتي، منذ رحيل والدتي كان الشيخ (محمد) سنداً ليس في تلك البؤرة الشعبية من أحياء الموصل، حيث تكثر الأقاويل والإشاعات والقصص فقهية الصلاحية، ربما كثيراً ما ترددت الأفكار داخل مخيلتي بأن أحدهم سيشكل عليّ خطراً في يوم ماء، لكن تلك الأفكار كانت تضع الشيخ (محمد) كأحد القلائل الذين سيكونون بالقرب مني، أعتضد بهم على تلك الأمور التي يمكن أن تحدث ومصائب الدنيا، لكن لم أفكر يوماً بذلك الموقف الذي صار حقيقة مترسخة أمام ناظري... وضعت صحنيّ الطعام على المائدة وسط المطبخ وجلست قبالة النافذة المطلّة على باحة المنزل الأمامية... رحت أفكر في ذلك المنظر وكيفية تركه، أسطول طويل من الذكريات يقبع هنا، بين كل نافذة وباب توجد قصة وإبتسامة ودمعة، كانت النخلة الباسقة تتوسط حديثة المنزل، ترمي بظلالها على أرجاء المنزل منذ بزوغ الشمس وحتى زوالها، كانت النخلة تشبهني إلى حدٍّ كبير، قضت سنين عمرها بعيدةً ‘ن أي خليلات، منذ أن غرسها والدي قبل أربعين عاماً في منتصف الحديقة، لم يشركها غرسٌ آخر في تلك البقعة الصغيرة الآمنة، غرسها والدي وحيدة وغرسني الزمن مثلها في ذات الوحدة، خيوط التشابه بينما تكاد تكون أقوى من أي تشابه يمكن أن يحدث بين بشري وبنبتة.
من الصعب جداً مفارقة منزل قضيت عدد أيامه وسنواته كلها بين جدرانه... كان يوماً عسير قصته الراوية بين جدران منزل بدا كصرح كبير استوعب ذاكرة عمرها... فبعد أن غادرها الشيخ محمد بدت لها أنها تعيش ساعات الفراق الأخيرة... وأخذت الصور تتوالى... والمشاهد... ودمعة في العين، وآهة وحسرة على لحظة كان للصعاليك حظ في إدارة أقدار بلاد...
قصص وحكايات تتناقلها الشفاه... عن أنهار من دماء... وطرق للموت مختلفة... قطع الرأس أو الرجم بالحجارة أو الرمي من بناء شاهق... كل ذلك جعل بإتخاذ قرارها بالرحيل... قراراً من تنظيم داعش الإرهابي... وتستلم لقدرها، وترحل مع الراحلين... وكأنها هربت لئلا في حنفها على أيدي أولئك الصعاليك الداعشيين.
صور وأحداث تحاول الكاتبة من خلالها تصوير تلك المأساة التي يعيشها الموصليون في مجتمعهم الذي يسوءه والجهل، وتنظيم، يحارب من أجل الله تعالى زوراً وبهتاناً... وهم بين هؤلاء وهؤلاء كبش فداء وضحايا.

إقرأ المزيد
لا زلت أذكر
لا زلت أذكر

تاريخ النشر: 13/07/2018
الناشر: دار الحلاج للطباعة والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:كان الشيخ (محمد) يقف مضطرباً أمام ذلك الباب: بدا عليه الإنكسار والخجل، كأن وقوفه هناك بالرغم من إرادته كالوقوف على شفا هاوية، خطوة واحدة تفصل بينه وبين الضياع.
كان يحاول ألا يضيع الخطوة الأخيرة في منتصف جرحه وجرحي بالرغم من إنصياع الشيخ (محمد) لتلك المجموعة السوداوية إلا أننا لم نحمله ...كرجل ذي مركز إجتماعي مرموق ومحترم ما يزيد عن طاقته، كلمات النفي البسيطة في عالم اللغة والكلام يمكن أن تكون بوابة كبيرة للموت في عالم هؤلاء المجرمين، ليس في قاموس حياتهم الممانعة، كل من يقف بالضد منهم يجد الموت سبيلاً وحيداً لحياته، لذا لم يكن إنصياع الشيخ (محمد) وهو المعروف بسماحته وبساطته وطيبته إلا مجاراة لذلك الواقع الذي فُرضَ عليه وعلى جميع سكان الحي.
حاول الشيخ (محمد) أن يستجمع الكلمات وهي تتساقط أمامه، كان يشعر بأن كرامته ووجوده الشرعي والإنساني تتساقط أمامه وليست الكلمات وحسب، كان دائم الوقوف لمساعدة سكان الحي والغرباء على حدٍّ سواء، لكن مواقف فردية مجبراً عليها كهذا يكون كالبقعة السوداء في عالمٍ ناصع بالبياض؛ راح يضغط كفاً بكف وهو يتأمل المكان من حوله، بينما يقف بالقرب منه أحد هؤلاء السوداويين، كان كل شيء فيه قائم السواد، شعره الطويل المتدلي على كتفيه ولحيته الكثة، ولباسه المقبل على فقدان سواده الحالك بتراكم الأقذار والأوساخ بين نسيج خيطه الضئيل، وكذلك أفكاره، لا يمتلك العيش وحدك في هذا المنزل بعد الآن، شريعة الله تعالى يريد تطبيقها جنود الخلافة.
كان يشير بيدٍ بيضاء - يكسوها طبقة خفيفة من الشعر الداكن السواد - نحو ذلك الصعلوك.. بينما نظراته تعبر عن حقيقة أخرى ليست بغريبة عني، النقاش والحوار طريقة فذة لكسب الحقوق في العالم الواقعي لكنه ليس كذلك في عالم الموصل الأسود.
صار الجميع يسير بأعين معصوبة نحو الهاوية، الجميع يسير في طابور واحد نحو نقطة سوداء في نهاية الطريق، يتشبثون ببصيص أمل لا يكاد يسعف نفسه، حاولت أن أدافع عن اللامنطق بالمنطق، لكن الزمان والمكان غير ملائمين بالمرة، كان الحديث مع الشيخ (محمد) بوجود ذلك الصعلوك، أشبه بالحديث إلى جدار عال، جدار صلد بوجه الأصوات الدافئة، لطالما كان الشيخ (محمد) أشبه بالوصي على بعض الأمور الضرورية في حياتي، منذ رحيل والدتي كان الشيخ (محمد) سنداً ليس في تلك البؤرة الشعبية من أحياء الموصل، حيث تكثر الأقاويل والإشاعات والقصص فقهية الصلاحية، ربما كثيراً ما ترددت الأفكار داخل مخيلتي بأن أحدهم سيشكل عليّ خطراً في يوم ماء، لكن تلك الأفكار كانت تضع الشيخ (محمد) كأحد القلائل الذين سيكونون بالقرب مني، أعتضد بهم على تلك الأمور التي يمكن أن تحدث ومصائب الدنيا، لكن لم أفكر يوماً بذلك الموقف الذي صار حقيقة مترسخة أمام ناظري... وضعت صحنيّ الطعام على المائدة وسط المطبخ وجلست قبالة النافذة المطلّة على باحة المنزل الأمامية... رحت أفكر في ذلك المنظر وكيفية تركه، أسطول طويل من الذكريات يقبع هنا، بين كل نافذة وباب توجد قصة وإبتسامة ودمعة، كانت النخلة الباسقة تتوسط حديثة المنزل، ترمي بظلالها على أرجاء المنزل منذ بزوغ الشمس وحتى زوالها، كانت النخلة تشبهني إلى حدٍّ كبير، قضت سنين عمرها بعيدةً ‘ن أي خليلات، منذ أن غرسها والدي قبل أربعين عاماً في منتصف الحديقة، لم يشركها غرسٌ آخر في تلك البقعة الصغيرة الآمنة، غرسها والدي وحيدة وغرسني الزمن مثلها في ذات الوحدة، خيوط التشابه بينما تكاد تكون أقوى من أي تشابه يمكن أن يحدث بين بشري وبنبتة.
من الصعب جداً مفارقة منزل قضيت عدد أيامه وسنواته كلها بين جدرانه... كان يوماً عسير قصته الراوية بين جدران منزل بدا كصرح كبير استوعب ذاكرة عمرها... فبعد أن غادرها الشيخ محمد بدت لها أنها تعيش ساعات الفراق الأخيرة... وأخذت الصور تتوالى... والمشاهد... ودمعة في العين، وآهة وحسرة على لحظة كان للصعاليك حظ في إدارة أقدار بلاد...
قصص وحكايات تتناقلها الشفاه... عن أنهار من دماء... وطرق للموت مختلفة... قطع الرأس أو الرجم بالحجارة أو الرمي من بناء شاهق... كل ذلك جعل بإتخاذ قرارها بالرحيل... قراراً من تنظيم داعش الإرهابي... وتستلم لقدرها، وترحل مع الراحلين... وكأنها هربت لئلا في حنفها على أيدي أولئك الصعاليك الداعشيين.
صور وأحداث تحاول الكاتبة من خلالها تصوير تلك المأساة التي يعيشها الموصليون في مجتمعهم الذي يسوءه والجهل، وتنظيم، يحارب من أجل الله تعالى زوراً وبهتاناً... وهم بين هؤلاء وهؤلاء كبش فداء وضحايا.

إقرأ المزيد
6.65$
7.00$
%5
الكمية:
لا زلت أذكر

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 2
حجم: 19×13
عدد الصفحات: 103
مجلدات: 1
ردمك: 9786144560488

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين