مختصر تكفير من لا يستحق التكفير
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الحديث الكتانية
نبذة نيل وفرات:يقول المؤلف : اطلعت على أبحاث كتبها أحد الباحثين تتعلق بموضوع التكفير ، اشتبه عليه فيها كثير من المسائل ، فوددت أن أوضح بعض جوانب البحث ، سائلاً المولى تعالى أن يوفقني للحق والصواب ، وأن يجنبني الزلل ، وأن ينفع بهذه الإيضاحات كل من قرأها بنية صادقة ، ...بغية الوصول إلى الحق ، وأن يجعلنا متبعين للحق حيثما ظهر دليله ، إنه ولي الهداية والتوفيق .. " . وعليه ، يمكن القول ، أنها لم تشن حرباً على الإسلام أعنف وأبشع من حرب التكفير ، حيث بات المسلم يكفّر أخاه دون وعي ، ودون أدنى مسؤولية بما يترتب على وصمه بالكفر … وقبلاً ، وهذا الأهم ، دون أن يمتلك القدرة العلمية بجميع أدواتها الفقهية ، التي تجعل منه فقيهاً ، يستدل بالأدلة الفقهية على مكامن وثغرات ينفذ منها لتكفير أخاه المسلم . ويقول المؤلف بما ساقه لما جاء لدى الباحث ، الذي جاء كتابه هذا ليوضح له ما اشتبه عليه ( على الباحث ) في الكثير من مسائل التكفير التي أوردها . " ما جاء في نقط الإتفاق : قال الباحث يجب على كل مسلم حفظ اسلامه وصونه مما يفسده ويبطله ويقطعه ، وهو الردة ، والعياذ بالله تعالى . " ثم قال : " وقد كثر في هذا الزمان التساهل في الكلام حتى إنه من بعضهم ألفاظ تخرجهم عن الإسلام ولا يرون ذلك ذنباً ، فضلاً عن كونه كفراً . " ثم قال : " الكفر ثلاثة أنواع : كفر إعتقادي ، وكفر فعلي ، وكفر لفظي . " ويقول المؤلف في ردٍّ على الباحث : أقول : هذا محل اتفاق في الجملة ، فمن اعتقد اعتقاداً يناقض ما ثبت ثبوتاً قاطعاً في الكتاب والسُنة ويلم من الدين بالضرورة فقد كفر . ومن فعل فعلاً أو قال قولاً يدل دلالة قاطعة على أنه صادر ممن يعتقد ذلك الإعتقاد فقد كفر [ … ] . ثم ينتقل من بعدها لنقط الإختلاف مستفيضاً في الرد على صاحب تلك الأبحاث ، منفذاً ما ذهب إليه ، في حتمية التكفير ، مبيّناً خطاه في ما استدل عليه في حتمية التكفير من أحاديث ، وكانت له هنا ثلاث مآخذ : 1- المؤاخذة الأولى على ما في كلام الباحث من استدلاله بالحديث الذي رواه الترمذي بلفظ : إن العيد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهدي بها في النار سبعين خريفاً . 2- المؤاخذة الثانية على ما في كلامه من الإستدلال بالرواية المرجوحة على أن الرجل قد يتكلم بكلمة لا يرى بها باساً فيكفر ويهوي بسببها إلى نهاية قعر جهنم . 3- المؤاخذة الثالثة على ما في كلامه من دعوى إتفاق العلماء وإجماعهم على أن الأقوال الكفرية تخرج قائلها من الإسلام من دون أن يقترن بها اعتقاد : نصوص جماعة من كبار فقهاء المالكية والحنفية والشافعية على أن الأقوال والأفعال الكفرية تخرج قائلها وفاعلها من الإسلام إذا اقترن بها اعتقاد كفري . 4- المؤاخذة الرابعة : على ما في كلامه من غفلة في إيماءات الكتاب العزيز ودلائل السنة النبوية [ … ] . ويمضي المؤلف صاحب هذا المختصر بالرد على الباحث في تلك المسائل ( الكفر اللفظي وغيرها ) ، ومن حيث عدم دقته في الإستدلال ، وعدم ورعه في إطلاق التكفير وفقاً لما ذهب إليه بالإستناد إلى استدلاله بكلام الإمام تاج الدين السبكي مما لا دليل فيه ، تحويل كلام الإمام فخر الدين الرازي ما لا يحتمل … إلى ما هنالك من مسائل مثلث ثغرات في تأكيد الباحث على وجوب التكفير وفقاً لتلك المعطيات من أحاديث وأقوال للعلماء والفقهاء ضلّ سعي الباحث فيها . وانتهى المؤلف إلى خاتمة ، عرض فيها نتائج ما توصل إليه من حيث ضرورة الحذر الشديد من التسرع في تكفير المسلمين ، والإستدلال على ذلك بالأدلة النقلية والعقلية . إقرأ المزيد