رسائل ومسائل وفيها: سؤالات على آية الوضوء - مسألة في التكليف بما لا يطاق - سؤالات وأجوبتها
(0)    
المرتبة: 305,299
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار الحديث الكتانية
نبذة نيل وفرات:صاحب هذه الرسائل هو الإمام الفقيه النظار عبد الجليل بن أبي بكر المربعي، يعرف بابن الصابوني، وبالديباجي، ويُكن أبا القاسم، وأبا محمد قروي؛ نسبة إلى القيروان، بها نشار وبها طلب العلم، وكانت ولادته سنة 40 هـ، فقيه أصولي، وإمام حبرٌ، وقاضٍ شهير، من حذاق المالكية في زمانه، ومن نظار ...الأشعريين في أوانه، ممدود في طبقاتهم، مذكور في مصنّفاتهم، وأكثر مؤلفاته في الأصلين؛ أصول الدين، وأصول الفقه، وعلى مؤلفات وأنظاره كان معوّل القرويين؛ وعرف عنه الإستبحار في المعارف، والغوص في الفهوم، مع التمكن والمشاركة في العلوم قال فيه معاصره أبو إسحق إبراهيم بن منصور القفصي: "عبد الجليل ابن أبي بكر الربيعي؛ الذي له شهرة بنظره في علم أصول الدين، وفي علوم المتكلمين"، وقال فيه تلميذه أبو عبد الله المازري نزيل الإسكندرية: "كان صاحب دراية، ويعتني بقراءة الأصول، ويرتحل إليه في إقرائه، منضماً إلى كان يحتوي عليه من فقه وعربية"، وقال فيه ابن الآبّار: "كان عالماً بالأصول، مدرّساً لها"، أما وفاته، ينغلب على الظن أنها كانت بعد عام 748هـ.
وقد ترك مصنفات عديدة، ومتنوعة المواضيع، منها كتابة هذا: "رسائل ومسائل" والتي تم الإعتناء بها ضبطاً وتحقيقاً، ويمكن القول، أن هذه الرسائل لم يكتب لها البروز من قبل؛ وفي هذه الرسائل من سديد المنهج وحصيف الرأي الكثير والكثير، وفيه من إحكام صنعة التأليف، والإستقلال في النظر؛ ما يبعث على الفخر والعزّة، ففي رسائل تلك معالم بارزة لشخصيته العلية، وقدرته على البحث والدرس، وتتبع السُبَهُ، وتمييزها، والإنفصال عنها، وعكس الأدلة، وإلزام الخصوم، والمعرفة بمقاصد المتكلمين: وقد ضم هذا المجموع رسالتين ظلّتا مخبوئتين في حفظٍ وصون، ومعهما مسائل منثورة في أبواب مختلفة في العلم.
فأما الرسالة الأولى: فهي سؤالات على آية الوضوء، أبلغها الإمام عبد الجليل إلى مائتي سؤال، وأما الرسالة الثانية: فهي التكليف بما لا يطاق، وهذه المسائل التي أنكرها المخالفون على الأشعريين، وكثر الخوض فيها، وتجاذبها أقوام كثيرون، فقصد أبو القاسم إلى تبيين مستندها، وتمهيد أصولها، والتخلص من شبه الخصوم، ونصرة مقالات الأشعريين الأولين.
وفي تلك المسائل المنثورة كانت الجوابات المختصرة، وتنوعت موضوعاتها بين أصول الفقه، والتفسير والفقه، والنحو، وما يلتحق به، مما يُحتاج إليه في تفسير النصوص، ومما يُنظر إليه في الحدود والتعريفات؛ هذا ولم يكتب لهذه الرسائل البروز من بين المخطوطات التابعة في دروج المكتبات إلى اليوم، حيث برزت بحلة تتناسب وأهميتها.
وكان عمل المحقق في هذه الرسائل متجهاً إلى ثلاثة أمور: أولها: كتابة سيرة مفصلة للإمام العلامة الفقيه الشيخ عبد الجليل، تم فيها ذكر ما لم يذكر في ترجمته، ثانيها: الحديث عن الرسائل وموضوعاتها، وزمان تأليفها، ومصادرها، ومواردها، مع وصف النسخة، وذكر المنهج في الضبط والتعليق والتخريج، ثالثها: ضبط نصِّها، وإقامة كلَمِها وحروفِها، وضبط ما كان مختلاً منها، وتقويم ما كان معقلاً، وإستدراك السقط، وإصلاح الخلل، والتعليق على النصوص بما كان ضرورياً، وحيث الحاجة إلى إيراد تعليق على مسألة من المسائل، أو أمر من الأمور. إقرأ المزيد