العلامة ابن علان المكي ؛ حياته وآثاره وجهوده في خدمة البلد الحرام
(0)    
المرتبة: 52,375
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار الحديث الكتانية
نبذة نيل وفرات:لقد أثنى الله تعالى على أهل العلم ، وجعل لهم مكانة عليّة ، منهم ورثة الأنبياء والمرسلين ، وأعلم الخلق بالله ، وأفقههم بشريعته ، وأفهمهم بمواده ، ومقاصده ، وأخشاهم لله وأتقاهم له . من هؤلاء العلماء الأجلاء : العلاّمة جمال الدين محمد علي بن محمد علاّن ...البكري الصديقي المكي ، سبط الحسن بن علي أبي طالب ، وتارة يُقال سبط آل الرسول . وهكذا ذكر نسبه في كتبه ، وكذلك من ترجم له ، والبكري الصديقي : نسبة للخليفة الراشد أبي بكر الصديق القرشي ، كذا نصّ إبن علاّن في قوله : وقولي الصديقي : نسبة إلى الصديق الأكبر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأنيسه في الغار والدار ، والحمد لله الذي منّ عليّ بشريف هذا النسب " . وقد كني بألقاب : أمير المواهب ، جمال الدين ، وشمس الدين ، المشهور بإبن علاّن ، الشافعي ، الأشعري معتقداً ، العالم الإمام ، العلاّمة ، إمام وقته ، شيخ الإسلام ، حافظ عصره ، المحدث الكبير ، عالم الحجاز ، خاتمة المفسرين بالديار المكية ، خاتمة المحققين ، مفتي الشافعية ، خادم الآثار النبوية ، ومحبي السنة بالديار الحجازية ، فخر علماء مكة ، وسيوطي زمانه . وهو من بيت كبير في الفضل والعلم والمجد في شيراز ثم مكة . كانت ولادته في مكة المكرمة سنة 986 ه كما أجمع على ذلك كثير من المؤرخين والأعلام . حفظ إبن علاّن القرآن بالقراءات والأوجه وهو صغير ، وحفظ عدة متون في كثير من الفنون ، وأخذ الفقه من شيخ الإسلام جلال الدين عبد الرحمن الشربيني ، وقرأ مراراً وهو في سن الثالثة عشرة أو الثانية عشرة على الشيخ محمد بن جلال الدين عبد الرحمن الشربيني العثماني جانباً من مختصر كتاب : " المنهج القويم في مسائل التعليم " لإبن حجر الهيثمي . وأخذ النحو عن الشيخ عبد الرحيم حسان ، وقرأ على العلاّمة عبد الملك العصامي شرح " القطر " ، وشرح " الشذور " وتعلم على يديه العروض والقوافي والمعاني والبيان . وأخذ الحديث رواية ودراية عن الشيخ خالد المالكي ، والشيخ محمد حجازي والشيخ حسن البوريني وغيرهم . وروى البخاري إجازة عن جلال الدين عبد الرحمن بن محمد الشربيني العثماني الشافعي ( ت 1014 ه ) وهو من سن السابعة عشرة ، وحضر دروس الواردين إلى مكة من العلماء ، فكان لهؤلاء العلماء وغيرهم أثر في حياة إبن علاّن للتدريس وله من السن ثمانية عشر عاماً ، وباشر الإفتاء وله من السن أربع وعشرين سنة ، وجمع بين الرواية والدراية ، والعلم والعمل حتى أصبح إماماً ثقة من أفراد أهل زمانه : معرفة وحفظاً وإتقاناً وضبطاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلماً بعلله وصحيحه وأسانيده . وكان إبن علاّ له اطلاع على النقول الغريبة ، وحفظ الفوائد العجيبة ، ولم يزل في الإشتغال حتى اشتهر وارتفع صيته ، فأصبح مرجعاً لعصره في المسائل المشكلة في سائر الفنون ، فملأ علمه الآفاق . من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتناول العلاّمة إبن علاّن المكي : حياته وآثاره وجهوده في خدمة البلد الحرام ، والذي يلقي الباحث المحقق من خلاله الضوء على هذه الشخصية العلمية المتميزة التي وصفها العلماء ، وكما أسلفنا ، بأوصاف تدل على كعبه في كل الفنون . وإلى ذلك ، فإن الباحث يشير إلى أن مكانة هذا العَلَمْ ، وإظهار منجزاته مطلب شريف ، خصوصاً أن هناك جهل بقدر كثير من العلماء والأئمة المبرزين ومنزلتهم العلمية . وبالعودة إلى مكانة العلاّمة إبن علام المكي ، فإن هناك وكما يؤكد الباحث إهمال من قبل المؤسسات العلمية في دراسة شخصيته واستهداف آثاره وجهوده العلمية بالدراسة والبحث ، لا سيما وقد توصل بلفت مصنفاته 185 كتاباً ورسالة في مختلف العلوم والفنون الشرعية . الباحث ، من خلال استقراءاته ، أنه ليس هناك من علماء مكة المتقدمين والمتأخرين من ألّف ثل إبن علاّن ، لا سيما في تاريخ البلد الحرام وما مر به من أحداث ، ولذلك شبّه دون غيره في مكة بسيوطي زمانه في التأليف . وقد تناول الباحث والمحقق في هذه السيرة للعلاّمة إبن علاّن جوانب كثيرة من شخصيته العلمية ، وجهوده في خدمة العلم ، بدءاً بنشأته ، وعصره ، وطلبه للعلم ، وانتهاءً بمؤلفاته ، وثناء العلماء عليه . وقد أولى الباحث والمحقق فصل مكتبه ومصنفاته حلّ اهتمامه ، لكونه فريد عصره بين العلماء المكيين بغزارة إنتاجه العلمي والمعرفي ، وعنايته الفائقة بتاريخ مكة ومعالمها . وتجدر الإشارة إلى إغناء سيرة هذا العلم بإيراد نقيْ لكتابه " الأنباء العميم ببناء البيت الحرام العميم " الذي تضمن يوميات بناء الكعبة بعد فاجعة سقوط معظم جدرهات سنة 1039 ه . إقرأ المزيد