الفيض الرباني في التفسير والحديث
(0)    
المرتبة: 108,008
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار الحديث الكتانية
نبذة نيل وفرات:" فيضات من الفيوضات العلمية " للعارف بالله أحمد التيجاني ، شيخ الطريقة التجانية ومؤسسها ، والتي لها أتباع كثر في العالم كله عامة ، والعالم الإسلامي خاصة . ويقول د. رفعت فوزي عبد المطلب ، إنه وعلى الرغم من أن ما أملاه الشيخ التيجاني في كتابه هذا مما ...يتعلق بتفسير القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة فيه مسحة صوفية واضحة ، فهو يقدم هذه الأمالي على أنها متعلقة بقضايا علمية تتعدى ما فيها من تصوف إلى ما يهم المسلمين عامة ، وعلماء هم خاصة على اختلاف طوائفهم ونزعاتهم ، مشيراً أنه لا يقدم هذا الرجل في الكتاب على أنه شيخ طريقة صوفية ، وإنما يقدمه على أنه عالم من علماء المسلمين بالتفسير والحديث وفقههما ، وما ينبغي أن يكون الفهم الصحيح لها من وجهة نظر علمية . فهو - أي الشيخ التجاني ، يمتاز فيما يمليه في هذين المجالين على كثير من شيوخ الصوفية بعباراته الواضحة . وكي يبقى القارىء على مقربة من سيدة الشيخ لا بد من التعريف به . فهو الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد التجاني الشريف الحسني رضي الله عنهن العالم العامل جليل القدر . ولد بقرية عين ماضي بصحراء الجزائر الآن ، وذلك عام 1150 ه / 1737 م وبها نشأ وتربى ودرس وتعلم . اشتغل بطلب العلوم الأصولية والفروعية والأدبية حتى رأس فيها ، وحصل أسرار معانيه ، وقرأ على الشيخ مبروك بن ابي العافية التيجاني المضاري مختصر خليل ، والرسالة ، ومقدمة إبن رشد ، والأخضري . فكان يدرس ويفتي ، وله أجوبة في فنون من العلم وحرر المعقول والمنقول . وفي عام 1171 ه رحل إلى فاس وسمع فيها شيئاً من الحديث ، ولقي الشيخ الطيب الوزاني ، والشيخ أحمد الصقلي . ثم رحل إلى تلمسان ، وأقام بها يدرّس التفسير والحديث وغيرها . وحج سنة 1186 ه ومرّ بتونس وأقام بها مدة وفي طريقه للحج لقي أعلاماً وأفاد واستفاد ، واجتمع بكثير من العلماء الأخيار ، ورجع بعد حجه إلى فاس ، ثم رحل لتوات . قدم فاساً سنة 1213 ه / 1793 م واستوطنها . وبقي فيها ينشر العلم ويربي ، ويرقى إلى المعرفة ، يستقبل الوافدين عليه من كل البلدان الإسلامية . وأُذن له في التلقين ، أي تلقين الطريقة التجانية سنة 1196 ه / 1781 م . وبنى زاويته المشهورة بحومة البليدة بفاس سنة 1215 ه / 1795 م . وظل ينشر العلم إلى وفاته سنة 1230 ه / 1814 م بفاس ، ودفن بزاويته الكبرى بها . وللشيخ أحمد التيجاني أسانيده وشيوخه في الحديث مما جعله يستدل في تفسيره لآيات القرآن والحديث بكثير من الأحاديث الصحيحة التي لمسها د. عبد المطلب صاحب هذه الدراسة ، عند تخريجه أحاديث هذه الأمالي التي يذكر أنها نيفت على مائة وسبعين حديثاً ، مشيراً إلى مسألة هامة . إن هذه الأمالي ابتُدئت بقضية فهمت خطأ ، وكانت مدخلاً كبيراً لمن يقفون من التصوف موقفاً عدائياً . ومن هذا الخطأ في الفهم ألصقت تهمة كبيرة وكاذبة للشيخ أحمد التيجاني ، ألا وهي قضية العلاقة بين تلاوة القرآن الكريم والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فهم خطأ أن يقول الشيخ التيجاني : صلاة الفاتح خاصة ، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة ، أفضل من القرآن ، ومعنى ذلك أنه يفضل على كلام الله عز وجل شيئاً آخر . وهذه التهمة كافية في التغيّر من التصوف وأهله . وهنا يوضح د. عبد المطلب بأن الشيخ التجاني أوضح في أول كتابه " فيضان من الفيوضات " الذي يقدمه بكثير من التفصيل ؛ أن القرآن الكريم مفضل " على جميع الكلام من الإذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الكلام " ، مؤكداً بأن هذا نصّ عبارة الشيخ التيجاني الذي أفاض في بنيان ذلك بالإستدلال العلمي ، مضيفاً بأنه ومهما وافق من وافق على ما قاله الشيخ أحمد التيجاني رضي الله عنه في هذا الكتاب ، أو لم يوافق ، فسيجد أن الشيخ التيجاني لم يألُ جهداً في الإستدلال بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، ومعظمها صحيح أو حسن - كما سيتبين ذلك من التخريج ، بالإضافة إلى ذلك فإنه ، ومن خلال هذه الأمالي ، سيتبين للقارىء نقد الشيخ لبعض المرويات غير الثابتة سواء أكان ذلك في إسنادها أو في متونها ، كما سيجد نقداً لمتون لم تصح ، كحديث الفرانيق الذي أفاض في نقد متنه الشيخ أحمد التيجاني تبرئة لساحة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون قد نطح يمدح للأصنام ، وجرى ذلك على لسانه في تلاوته . وهذا الكتاب كما ينبىء عنه اسمه عبارة عن سؤالات وأحاديث من الشيخ أملاها ، ونقلها صاحب هذه الدراسة من كتاب " جواهر المعاني " ، ووجد أن ما أملاه الشيخ في التفسير والحديث وغيرها تم تقديمه في طبعات الجواهر السابقة بصورة من المتعذر الإستفادة منها للمستفيدين فوائد علمية مضيفاً أنه وبالإضافة إلى أن ما فيها من الأحاديث غير مخرجة ، وفي بعضها ذكر الشيخ أطرافاً منها ، دون ذكرها كاملة ، فعكف على تخريجها تخريجاً علمياً بما تقوله كتب الحديث فيها ، وبما يكشف عن درجتها ، ومنهجه في ذلك هو منهج " سيدي وشيخي المحدث الكبير محمد الحافظ التجاني ، فعندما كان يُسأل عن الحديث كان يذكر درجته كما يقول المحدثون ، لا كما يقوله أهل التصوف الذي عندهم أحاديث تلقوها عن شيوخهم جيلاً بعد جيل ، وآمنوا بصدقها ، على الرغم من طعون أهل الحديث فيها . فهو رضي الله عنه كان محدثاً صوفياً يضع خيطاً رفيعاً بين ما يقوله الصوفية وما يقوله المحدثون " . هذا وقد وضع د. عبد المطلب الميزان للقارىء ، ميزان المحدثين ليكون على بيّنة من درجة الحديث عندهم دون تدليس ، أو هل على الأخذ بما يقوله شيخ من شيوخ الصوفية الكبار ، فمن شاء أن يعتقد بصحة حديث ما ، ويركن إلى ما يقوله الصوفية حتى فليعتقد ، ومن شاء أن يأخذ بما يقوله نقاد الحديث فليأخذ . وقد كان منهجه في تقديم هذه النصوص كالتالي : أولاً تقسيم النصوص إلى فقرات ، كل فقرة تختص بموضوع حزني في النص . ثانياً : وضع علامات الترقيم ، فهي تسهم في فهم الكثير من المعاني التي يدل عليها الكلام . ثالثاً : كتابة الآيات الكريمة من المصحف وبيان مواضعها . رابعاً : وهذه أهمها تخريج الأحاديث تخريجاً علمياً . خامساً : وضع عناوين على رأس الموضوعات . إقرأ المزيد