تاريخ النشر: 26/01/2018
الناشر: دار روافد للطباعة والنشر والتوزيع، أطياف للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يا نسمة البيت الحرام .
يا نسمة البيت الحرام ترفّقي .. قد صار قلبي في الهوى مفتونا / هبي على روحي لعلّ صبابتي .. بين المطاف وسعيه مسكونا / سق بي أيا طيف الخيال برحبه .. واملأ فؤادي نجوةً وأنينا / جدْ لي من الشوق العظيم نسائماً .. ...بين المنائر قد بلغني جنونا / فيها هيامي ليس يعلم كنهه .. إلا الذي ذاق الهوى المخزونا / أنفاس وحي الله .. يوم غليله ... أذّن .. فأذن في الفؤاد هتونا / فرأيت في التهليل ثوب مناسكي .. ورأيت في التكبير منه حنينا / فخرجت قلبي في جنائن هديها .. في مشعر الروح الموّلِه هينا / عرفات يا نسمة الروح التي ... ما زال قلبي بالجوى مفتونا / عرفات وادٍ من جنان عطائه .. لا يبوح الرفق المليء سكونا / عرفات .. نهرٌ لا أنال بلوغه ... ما أنفك منبع جوده فخرونا / لن يبلغ النبع العجيب عطاؤه .. إذا صرْت من تخرصاتِها مجنونا / لا تخدعنّك عين ما قد شاهدت .. فاللبّ اضحى فحوة مكنونا / ولمشعرٍ نفرت بوقتِ غروبها .. فاعلم إلى وادي السلام سكونا / فالمشعر الروح التي في صونها .. فوق الصعيد أزاهراً مخزونا / فاملأ ركابك من نثار شعابها .. فهي النجاة لمن أراد حصونا / واركض برجلك عند إشراق الهوى .. لخيال وارجم جائراً وفتونا / لا يغلبنك عن هداك عواقب .. واجعل مبيتك جذوة وشؤونا / وأرسل بقلبك في وداعٍ مطافه ... واسْعَ الحياة بوصلها مغبونا / هذي المناسك في رحاب مُوَلّهٍ ... بالبيت يملأ محجريه مزونا / يدعو إله الحق جَدّد حجّنا .. في كل عام .. عائداً مسنونا / .. " .
ضاق صدري :
ضاق صدري سيدي .. قد ضاق صدري .. ودموعي حبست غيضي بهمي .. وطغى الحزن بآلامي شجوناً .. فسواد الليل من ترتيل غمّي . أبتغي فجوة صبح في جفوني .. لتذيب الشمس من غيمات عيني .. فذنوبي أثقلت ظهري وَيْلا .. الهبت كل كياني بالتمني . تاه ظني بالأماني دون وعيٍّ . ومضت أعلى الليالي بالتغني .. لم أجد إلا براحات الليالي . ونجوم الأفق كي تنسخ جُرمي ذاك غمّي بين اضلاع فؤادي .. رئتي تنفث بالتظني كأفاعي الغيّ تكويني اجتراعاً .. سُّمها الفتاك لا ينفك عني .. لم أجد برءٌ من الهم سلاماً غير أنفاس الدياجي .. ذاك عزمي في سجود الليل أبْحَرْتُ بجرحي ذاب بحري .. من جفوني ساح حزني .. من جفون القلب أسبلت نحيباً نجواي بدمعي والتغني .... وأنا حبك إلهي في انكساري .. أنت منجاني وآفاقي ونسمي .. فإذا ذاق فؤادي منك نسماً فاق عزمي عن بلاياي وهضمي .. أنت غزّي ... يا إلهي أنت نجمي وسنادي في أموري والتجني ... " تصيخ الروح لمناجاته فتطرب .. وترنو النفس إلى معانيه واستشفافاته مع خيالاته المحلقة .. مع جرس أبياته موسيقى عذبة يشدو بشدوها القلب .. لم يتوقف الشاعر عند محطة واحدة من محطات الأغراض الشعرية ... فشملت قصائده الحياة بمعانيها .. والإنسان بمشاعره .. والروح بسموها ... والقوافي بقديمها وحديثها ... إقرأ المزيد