الحضارة الرومانية - دراسة تأسيسية في التاريخ والفن
(0)    
المرتبة: 163,373
تاريخ النشر: 27/11/2017
الناشر: دار العلوم العربية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:تعدّ أسطورة الذنبة التي أرضعت التوأم: ريمو ليوس وريموس، أشهر الأساطير في نشأة روما ومن ثم المملكة الرومانية، لذلك اتخذت صورتها مع التوأم رمزاً لهذه الدولة، والمملكة الرومانية هي مملكة مدينة روما القديمة وال\أقاليم التابعة لها، ولا يوجد الكثير من المواد التاريخية الموثقة عن تلك الحقبة، حيث كان يعتمد ...في دراسة تاريخ الجمهورية الرومانية والإمبراطورية الرومانية على الأساطير إلى حدٍّ كبير.
ومع ذلك، فإن تاريخ المملكة الرومانية بدأ بتأسيس المدينة نحو سنة 753 ق. م. وانتهى بإنشاء الجمهورية والإطاحة بالملوك في حوالي سنة 510 ق.م. امتاز ريمو ليوس بأنه من رؤساء العشائر في قبيلة ليعينوه على تشييد روما وليكون منهم مجلس شيوخه، وسمّي كل واحد من هؤلاء الرجال فيما بعد (باتر) أي الأب.
كانت قوانين المملكة تبيح معاملة العبد كما يعامل الإنسان متاعه؟ ذلك أنه من الوجهة النظرية، وطبقاً لعادات القدماء، فقد حقه في الحياة حين وقع في الأسر، من الخصائص الأساسية للمملكة الرومانية أنها تتألف من عدة مدن تحكم نفسها إلى حدٍّ ما، وتضم كل منها أراضي واسعة تملكها وتسيطر عليها، وكان القانون أخصّ خصائص الروح الرومانية، وأبقى مظهر من مظاهرها، وكانت روما وضرب المثل في النظام، ولقد أورثت روما العالم شرائعها، وتقاليدها الإدارية، لتكون أساس النظام الإجتماعي، وينظر إلى الزراعة في روما القديمة بإجلال كبير ، واعتبروها أفضل المهن الرومانية، قام النظام العسكري في العصر الروماني القديم على الجيش الروماني، فكان الجيش هو والمواطنون وحدة وثيقة الإرتباط، وكان الهيئة الرئيسة التي تسنّ قانون الدولة، وكان الفرسان يؤخذون من الثماني عشرة الأولى من كل مائة، اقتبست العمارة الرومانية أغلب معالمها من الحضارة الإغريقية؛ ولكن الرومان أضافوا إليها طابعاً خاصاً يميزها، ومهما يكن من أمر، فقد قامت دولة الرومان في أرض إيطاليا، ثم تبدلت نظم الحياة فيها، واتّسعت رقعتها الجغرافية حتى شملت آسيا الصغرى (تركيا حالياً)، وبلغت من الشهرة ما لم تبلغه أي دولة قديمة، نظراً لطول المرحلة الزمنية التي شغلتها، والتي امتدت ما يقارب ألفي عام من السنين (نحو 500 ق. م. – إلى نحو 1450م).
وشهدت هذه الدولة في مراحل نموها وتطورها عدّة أنظمة سياسية، ووفد إليها جماعات كثيرة حملت كلّ منها خصائصها ومعتقداتها وتشكّلاتها الإجتماعية، فنتج من ذلك كله حضارة شملت كلّ أوجه النشاط الإنساني، وإلى ذلك فإن موضوع هذا الكتاب هو مظاهر الحضارة الرومانية منذ نشأتها إلى ما قبل تحولات إنقسامها إلى إمبراطوريتين: غربية، وشرقية، وأبرز سمات تلك الحضارة، وملامح هويتها وشخصيتها، وليتضمن التمهيد سرداً تاريخياً موجز لما يشكّله من مدخل ضروري لإنتاج الفكر وتداوله.
وأما المنهج الذي اتبعته الباحثة، فقد تعددت مناهج البحث تبعاً لطبيعة أطروحاته وتبويبه، على الشكل الآتي: أ-المنهج التاريخي التطوري: وقد تم إعتماد هذا المنهج في الباب الأول من هذا الكتاب، إذ تدرج عرض تاريخ الدولة الرومانية من أسطورة تأسيسها، إلى صعود الجمهورية الرومانية، وصولاً إلى ذروة الإمبراطورية الرومانية، ومن ثم إنقسامها إلى غربية وشرقية، ب- المنهج الوصفي: وقد لاءم هذا المنهج الباب الثاني من الكتاب حيث عرضت جوانب الحضارة الرومانية، فصولاً إلى مدوّنة ترفد البحث بإجراءات توصيفية موضوعية، ج- المنهج المقارن: حكم هذا المنهج بعض فصول الباب الثاني أيضاً، وذلك عند المقاربة بين الحضارتين: الرومانية واليونانية، على عدّة مستويات أدبية، وقانونية ، ومسرحية، ودينية.
وعليه، فقد توزعت موضوعات هذا البحث على مقدمة وبابين، وخاتمة، ثم في المقدمة التعريف بموضوع الكتاب، والأسباب الواقعة لإختياره، والهدف من تأليفه، والدراسات السابقة، والمناهج المتبعة فيه، وتسويغ خطته، ففي الباب الأول : وهو يعدّ مدخلاً موجزاً إلى تاريخ الرومان، وشمل ذلك خمسة فصول، ثم في الباب الثاني: تناول جوانب الحضارة الرومانية وذلك ضمن خمسة فصول، والخاتمة: وفيها تم تلخيص لأبرز النتائج التي توصل إليها الكتاب. إقرأ المزيد