تاريخ النشر: 23/11/2017
الناشر: دار خطى للنشر
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة الناشر:هذه البلاد التي مزقتها الشرور يا مهند، وأرهقها الموت في المساحات التي كانت معدة لأحلام عفوية تنبت في سياق الكلمات كورد السفوح، هذه البلاد التي أرهقتنا بمسميات الوقت، وكبلتنا بحب فطري يسرقنا كل صباح من وجعنا، هذه البلاد التي أخذتنا إلى أندلس الروح وواجهتنا بصراعات التائهين في دروب المعازل المسيجة ...بالقلق، هذه البلاد يا مهند تصرعنا في كل يوم بصمت، وكأننا نرتاح من عبئنا اليومي بموت عفوي في النص والحكاية، موت فاض عن صراخ الأمكنة.
مهند، وأنت في الأبدية المطلة على فراغات السوس في عظامنا، وعلى بقايا البكاء في النصوص التي أحرقتها الحروب والنزاعات وقسوة الأمكنة، ستدرك حجم الخسارة التي نقترفها كل يوم في حق أنفسنا، كما أدركت حجم المسافة الشاسعة بين الوقت والحياة وأنت تنشر قصصك القصيرة تباعاً بصلابتك الهشة، تلك الصلابة التي جعلت من رؤيتك نورساً، ومن شاطئ البحر في غزة ملاذاً ومنفى.
كأنه لم يبق في سردنا المتعب سوى الحديث عن ذاكرة بعيدة وبعض أحلام صغيرة لم تكن واردة في سياق أحلامنا العفوية، تحملني تلك القصص التي قرأتها لك إلى عائلة إفتراضية، متخيلة، إلى دفء أردت أن يكون عالماً موازياً للبرد دون أن تفقد أصابعك في النار أو الثلج، دون ان تسقط من يدك زهرة الحلم.
ستحمل هذا الدفء إلى الأبدية، دون حاجة للإعتذار عن رحيل مبكر، فالقصص التي سجلتها في ربيعك الدائم ستحرس حضورك من آفة النسيان، وستظل علامة من علامات هذا الوقت الذي نحياه، يا مهند.
د. إيهاب بسيسو - وزير الثقافة الفلسطيني إقرأ المزيد