تاريخ النشر: 10/10/2017
الناشر: منشورات المتوسط
نبذة الناشر:لا يخفى على قارئ "حجر الندى" لتحسين الخطيب، اضطلاع الشاعر في حقل الترجمة، التي تأخذُ قسطاً وافراً من حياته، ذلك أن جملة الخطيب الشعرية، جملةٌ تتخلّصُ وفق عمليةٍ بنائية صارمة وجادة، من الزوائد التي لا تُضيف للمعنى، فيرفضُ الشاعرُ الزوائد التي تتخذ من الجماليّ ذريعةً لوصولها إلى النصّ.
المترجمُ صاحبُ الخبرة ...يذهبُ إلى نحو التكثيف بحنكةٍ ودهاء، ويوظّفُ جملتهُ الشعرية ببلاغة ملحوظة في إيصالِ ما يبدو لوهلةٍ شخصياً، لكنّهُ في حقيقة الأمرِ ينطوي على أبعاد عموميّة، تحاولُ ملامسةَ المفاهيم المجرّدة، مثل الحبّ أو المرأة أو أو...إلخ.
في قصيدته المعنونة: لا خاتمُ المُلك، ولا صولجانُهُ. يقول الخطيب:
لا خاتمُ المُلكِ، ولا صولجانُهُ
بلْ فيضُكِ ٱلذي يتقصّفُ الآنَ في فمِ الشجرةِ. شجرةِ مشّائينَ سكنتِ
الريحُ ظلالَهم— فنرى لأنفاسكِ، حينَ يورقُ الليلُ، أجنحةً شفّافةً، ووجوهًا
تخطفُ الأبصارَ، كلّا علتها غمامةُ الرمادِ، وسيقتْ إلى الداخلِ.
لم ينتظروا طوياً في عشبِ الأجراسِ! أيقظوا الفتيلَ، فأضاءَ قرصُ
الساعةِ، ثُمَّ كنحلٍ مُطوَّقٍ، دارتِ العقاربُ.
لم ينتظروا كثيرًا.
ظلّوا يرتعشونَ مِن بردِ السؤالِ، فسالت في الشّعابِ مياههم.
كلّما حدّقَ تذكّرَ.
وكلّما تذكّرَ،
ربّتَ على إطارِ الصورةِ،
مدفوعًا
برعافٍ أبيض.
جملة الخطيب الشعرية قصيرة، الوقتُ الذي تستهلكُهُ هو أثناء كتابتها، هذا بالنسبة للكاتب، رغم أنها تعتبرُ زفراتٍ شعرية كثيفة ومستقيمة، ولا تحتاجُ إلا أن تُكتب كمن يفرّغُ حملاً ثقيلاً عن كاهله. ولكنّها تأخذُ وقتها في العملية الجراحية التي تلي الكتابة، حيث يبدو الخطيب جواهرجياً بارعاً، دقيقاً ولا يسلّمُ عملًا إلا بعد اكتمال أركانه.
وقد اكتملت فعلاً في هذا الكتاب، الذي صدر ضمن مجموعة المتوسط المسماة "براءات" وهي مجموعة إصدارات خاصة فقط بالشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، أطلقتها المتوسط احتفاء بهذه الأجناس الأدبية. إقرأ المزيد