فن الحصار في بلاد المغرب الاسلامي بين القرنين الرابع والثامن الهجريين (10 - 14م)
(0)    
المرتبة: 67,410
تاريخ النشر: 22/01/2019
الناشر: دار الأيام للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:كثيراً ما يتحدّد مسار التطوّر في الجانب العسكري، وشروط تحقيق الغلبة، وتحصيل أجهزة أمنية مستديمة، بناءً على تنوّع الأساليب والخطط التي يتمّ تبنِّيها في مرحلة إعداد المشاريع الحربية وتسطيرها، وفي فاعلية التدبير الحربي - في خضمّ معارك الحرب وفصولها - ونكايته، وحسن التجاوب مع متطلّبات المرحلة التاريخية الطارئة.
وهو ما ...وجدنا صداه في سياسة القيادة العسكرية في مغرب العصر الوسيط، حين تنافست في صياغة الطرائق المكينة للرفع من سقف الفعالية الهجومية، وتحيين الأجهزة الحربية المساعدة على ذلك، وبناء قوة عسكرية تتماشى مع الأهداف العسكرية المتوخاة على تشعّب مراميها.
وكان الحصار العسكري، أحد الألوان الحربية التي أخذت نصيباً وافراً من إهتمامات هذه القيادة، من حيث: تطوير سلاح الحصار، والرفع من مستويات قوة آلاته وأدواته، وإنتاج فنون حربية واسعة النطاق، تشدّ عضد ذلك السلاح، وتكفل نجاعة ملامسة حسن التدبير وإدراك الهدف، وتُعين على ترجمة المشاريع الحربية إلى حقائق ملموسة تعكس القوة العسكرية وبأس القيادة، خاصّة حين أدركت فعالية حرب الحصار، وشدّة نكايتها على الخصم أكثر من غيرها من صنوف الحرب؛ إذا ما تدرّع هذا الأخير بأحزمته التحصينية واحتمى بها.
ثمّ إنّ السير في هذا المنحى الهجومي بما ينطوي عليه من إمكانات، لا يُعدّ مطلقاً، سيراً بخطى آمنة إلى حيازة قوة عسكرية كفيلة بتجسيد المشاريع الحربية المسطورة والمحتملة، ما لم تُراعِ القيادة العسكرية عامل تقويّة الجهاز المناعي، وتفعيل الحسّ الوقائي.
وهو في الحقيقة، ما اضطلعت به القيادة المغربية أيضاً، حين سارعت إلى تشكيل أحزمة دفاعية وقائية تضطلع بالغرض المذكور. إقرأ المزيد