تاريخ النشر: 24/07/2017
الناشر: دار الفيل
نبذة نيل وفرات:الشاعر الحاضر في الغياب .
عبد الأمير جرص .. الشاعر .. صاحب هذه المجموعة الشعرية ، لم تمهله الأقدار كي يحتفل بمجموعته هذه وقد أبصرت النور بنشرها ... وهذه حكاية هذه الأعمال الشعرية وملابسات نشرها ، وذلك كما جاء في المقدمة : " عندما غادر الشاعر عبد الأمير ...جرص عمّان عصر يوم عاصف شديد الأمطار من شباط / فبراير 2001 ، بعد سنوات من الإنتظار فيها – إلى كندا و " استقر " فيها ، في ثلوج " أدمونتن " كان قد سلم صديقه نجوان درويش في القدس المحتلة مجموعته الشعرية هذه قبل أيام من سفره ، مرقوناً ومرتباً على هيئة كتاب ، تحت عنوان أوّلي هو " مختار الفصول الخمسة " وكما يشي الإسم ، فإنه احتوى على خمس مجموعات شعرية ، اختار منها ، ما أراده من شعره حتى تلك اللحظة ، ومن الواضح أنه أهمل قصائد كثيرة لم يشأ أن تكون في هذا الإصدار الذي لم يعرف عبد الأمير آنذاك أنه سيكون ذاك الإصدار الذي لن يره ، إذ أنه يصدر الآن بعد عقد ونيّف من رحيله . وقد تضمنت هذه المجموعة الشعرية ما يلي : " قصائد ضد الريح " 1993 و " أحزان وطنية " 1997 ، كانتا قد صدرتا في أثناء الحصار في بغداد ، وأكسبتاه مكانة مميّزة بين شعراء العراق ، وجعلتاه محبوباً من جمهور واسع ، بالإضافة إلى ثلاث مجموعات أخرى كانت بعض نصوصها قد نشرت في الصحف والمجلات ، والأرجح أن قسماً كبيراً منها كتب بعد مغادرته العراق عام 1997 . وعلى الرغم من هذه الفترة الزمنية الطويلة التي حالت الظروف حينها على عدم نشر هذه المجموعة ، إلا أن ما يخفف من أثر هذا التأخير أن أعمال الشاعر عبد الأمير لم تفقد حرارتها وراهنيتها ، وها هي تنشر في هذه الطبعة كما أرادها صاحبها وبالترتيب الذي اختاره . هذا ولا يمكن النظر إلى أعمال عبد الأمير جرص المنشورة هنا من دون الأخذ بالإعتبار أن صاحبها شاعرٌ شاب ، وأن القسم الأكبر من هذا الشعر المؤثر كتبه قبل أن يصل إلى عامه الثلاثين . كل هذه السنوات على حادثة الدراجة الهوائية لم تؤثر على أهمية شاعر رحل عند أوج كفاءته الشعرية . كان الشاعر عبد الأمير جرص تجسيداً حياً للشعر وللعراق . وهذه وقفة عند بعض قصائده :
" رامبو " . " أيها الطفل " .. ما أجمل أن نعيش صغاراً . نحن الذين لم نكبر ولن نكبر .. إلا بعد موتنا .. ما في نفوسنا أكبر كثيراً من الشمس ، إنّا لنسير بأسرع من الموت ثم لا نصل إلى ما في نفوسنا من الشمس . خسارتنا الكبيرة تلك التي تمنحنا أحزاناً كبيرةً ورائعةً .. خسارتنا أهم ما حققناه في التاريخ المشرق .. لأممنا المجيدة " .
" نصٌّ في الوحدة " . " بوحدي سأواجه وحدتي .. بوحدي تاماً بوحدي فقط وإذا لزم الأمر .. فسأواجه وحدتي بأقل من وحدي .. الصيف تأخر . والخريف لملم أوراقه ومضى .. لم يبقَ إلا الشتاء .. شتاء روحك المنفلتة والمتقلبة إلى أكثر من حالين .. جمعتها لتزيد الوحدة رسوخاً .. في هذا الشتاء الوحيد تسير وراءً أو تسير أماناً في هذا الأمام الماورائي . هذا الرسوخ المفعم بالخلف ... " .
" همومٌ صغيرة " . " تأكل الزوجة حياتي وتطعمها للصغار الذين لم يولدوا بعد . تأكل الزوجة المخيّلة لتطعمها للصغار الذين لم يكبروا بعد ... الحياة لا تكفي لإطعام عائلة مكوّنة من شخصين ، ومن أطفال يبلغ الواحد منهم أربعين سعرة " حرارية . حياتي وحدها لا تكفي .. لنبحث إذن عن حياة مليئة بالأشجار والأنهار حياةً أكثر اتساعاً من موتنا الذي لم يعد هو الآخر يكفي .. لإطعام عائلة مكوّنة من شخصين .. " .
" ذهب متطاول " . " أحببتك يا كوكب الأرض يا تراب الأجداد .. أيتها البيوض المدفونة في الأمل .. أيها الأمل .. يا شيخنا ، لماذا كل هذه البيوض المدفونة ؟ لماذا كل هذه العناصر ؟ أتقمصّ ساعة الحائط .. وأدقّ أدقّ أدقّ .. بينما العالم كله يدور عكس اتجاه عقارب الساعة .. " . إقرأ المزيد