تاريخ النشر: 03/07/2017
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:في روايتها "ابن الجحيم" تقترح خيرية بوبطان تصوراً روائياً لعملية الخلق من العدم، مروراً بالحياة الدنيوية وإنتهاءً بالحياة الآخروية التي سوف تنتهي ببطلتها إلى الجحيم، إذ تنفتح أولى مشاهد السرد على لحظة صعود روح البطلة إلى السماء وإحساسها بتلاشيها بين الأرض والسماء "كأنني أتأرجح، أشرق بالهواء الصاخب هنا في ...الأعلى، على القمة الشاهقة... هل أسقط؟ هل أجرب ذلك التحليق المميت؟...".
تتوالد الصور تتابع، شريط لا ينتهي لقصص وحكايات، عوالم تولد ثم تختفي تُنسى في لاوعي البطلة أو تخزّن في ركن ما، يتضخم التشويش ويحدث معه ذلك الإلتباس بين الوهم والحقيقة، فتبدأ بتذكر حياتها الماضية مع العائلة والاصدقاء وهي لا تعرف إن كان ما تشاهده من الواقع أو في الأحلام "كأني كنت أحلم، كأني كنت أرى شيئاً عن البدايات الأولى، كانت الصور شفافة، قريبة، لينة كموجة، كدت أنال منها وأقطفها... مددت يديّ، بقيت معلقة في الفراغ، أحاول أن أستعيدها، جسمي ثقيل يطحنني... يدي هناك وأنا هنا...".
وهكذا تتسع الصور والأشياء في محيط عميم واسع ولكنها تدور متناغمة حول مركز واحد هو "الروح" وعلاقتها بــ "الجسد" يبلغ الإتحاد ذروته بينهما في الحياة الأخرى، لتبدأ عملية الحساب (الثواب والعقاب).
وهنا تبدأ البطلة بطرح أسئلة وجودية عما ستؤول إليه الحياة الأبدية من نعيم أو جحيم يرافقها ذلك الصوت ويستمر في تقريعها "كان صوته متقطعاً خافتاً، كأنه يعاني ما أعانيه، أشفقت عليه، طلبت له الرحمة" وما بين صعود وهبوط يحضر في اللاوعي "وجه آسيا المعذب، ووجه أبي الشاحب" في قطع حالكة من الظلام (الجَحيمي) تنقذف فيه وتتكسر وتتناثر "كعهن منقوش" وتعود لهيئتها الأولى لتتكسر من جديد، وتصير قطعة أخرى من تلك القطع التي تبدو بلا نهاية، ولا يمكن عدّها أو حصرها، فتتساءل: إلى من سيدوم هذا؟ فيجيبها الصوت "حتى تبلغي قاع الجحيم، ردّد الصوت وكان قريباً..."!!...
"ابنةُ الجحيم" رواية متعددة المعاني والدلالات والتأويلات تحمل في طياتها أسئلة الوجود الكبرى، إنها أسئلة محكومة بالشك الملتاع؟ تؤرق النفوس الهادئة وتثير الأفكار الخامدة وتسأل: ماذا بعد؟ ولماذا الجحيم؟... إقرأ المزيد