الرواية والايديولوجية في المغرب العربي
(0)    
المرتبة: 115,878
تاريخ النشر: 01/01/1981
الناشر: دار الكلمة للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:إن فكرة العمل على مستوى ثلاث دول تونس والمغرب والجزائر، مع العلم بأن لكل واحدة فرديتها، جاءت نتيجة إدراكنا لهذا التميز الذي لا يقف أمام التشابه وتقابل الصور أو الأفكار وبنيات الإلهام الروائي. قد يظهر هذا الجمع غريباً من الخارج لكن بحث الحديث الروائي ومكوناته ولغته يؤكد اختيار جمعنا لروايات ...المغرب العربي بالإضافة إلى التطور السوسيو-ثقافي للمغرب العربي يعزز هذا النوع من الدراسة. ولهاته الأسباب التي لا تنفصل عن بنية الحديث الروائي، وجدنا أنفسنا أمام ظاهرتين أساسيتين وهما الترجمة الذاتية والتأرخة الروائية وعنصر ثالث مكمل هما والمتمثل في الحديث النقدي المتتبع للحديث الروائي. ويمكن أن نحدد اتجاه كل واحد من الثلاثة.
الأول: فردي ينحو نحو الدمقرطة، الثاني: ماضوي يبحث عن الأصالة والهوية، والعنصر المكمل يطبعه الإبهام في مفاهيمه، وغياب النظرية النقدية، وعلى العموم فإنه يجد لذته في الانتقاء وقبول التناقضات الناتجة عن تعدد المناهج المقتبسة.
بالنسبة لما يتعلق بالظاهرة ذات طابع الترجمة الذاتية، إنه لمن البديهي أن تعكس بنيات اجتماعية وهاته الظاهرة معترف بها بالمغرب العربي عند السوسيولوجيين والمؤرخين والفلاسفة وحتى السياسيين نتيجة المرحلة التاريخية (1960-1974). واللحظة التاريخية بالمغرب العربي تنعكس على حديث الترجمة الذاتية لهذا علينا أن نذكر ببعض الخطوط الأساسية لها عسانا نوضح بذلك منطق ظاهرة الترجمة الذاتية المتركزة على: أ-مصير الثقف الرومانسي، ب-البحث عن العالمية، ج-المعرفة كرأسمال للتغيير.
والأقطاب الثلاثة التي أوردناها تكون الاهتمام الأساسي لهاته الظاهرة في مغامرتها المتفردة لاكتشاف العالمي والخارجي، الشيء الذي لا يحول دون التفاؤل في المستقبل اللاحق بهذه المرحلة العابرة.
والشق الثاني المتعلق بظاهرة التأرخة الروائية يوهم بالبحث عن الأصالة، والهوية -الهاصة بالانا- المدفوع بوطنية حماسية. وإشكالية هاته الظاهرة هي أنها تقع ضحية نياتها الحسنة. وهذا يعني أن رجوعها إلى التاريخي كان مطبوعاً بانتقائية لأن ما ينقصها هو الموضوعية في ممارستها لشهادتها التاريخية خلال إلحاحها على التاريخي والمجيد للشعب، وإهمالها المتعمد لعيوبه وأزماته الحضارية، ومن جهة أخرى لأنها تصف التاريخ لا كوعي أو فلسفة لهذا التاريخ. هنا نجد فيما يخص الشكل التاريخي أنه علينا تأمل ثلاثة عناصر: أ-أن المثاقفية أو التغريب كمحط عناية جماعة ونقد أخرى. ب-صورة المستعمر والمستعمر يتعرضان باستمرار لمواجهة حادة. ج-مسودة لوعي ممكن غارق في المثالية.
وأهمية الظاهرتين في أنهما تتكاملان لعكس بنية الطبقات الاجتماعية وكذا المفاهيم السائدة بالمغرب العربي وهذا يكفي لتكوين أدب ناجح. إن رواية المغرب العربي (1960-1974) رواية انتقالية ولها كل المعطيات التي تجعل منها رواية الأمل حتى تتزايد ممارسة هذا النوع في المستقبل. والعنصر المكمل يخص الحديث النقدي الذي يعمل في الحديث الروائي بالإعلان عنه أو تلخيصه أو تفسيره وتحليله.
أما بالنسبة لمنهجنا فقد وقع اختيارنا على البنيوية التكوينية كمنهج يلعب لوكاش وكولدمان دوراً هاماً فيه. ويسمح لنا هذا المنهج بالقيام بنوع من المقابلة الموجودة بين البنيات الفوقية والبنيات السلفية، بين اللحظة التاريخية واللحظة الروائية، وأخيراً بين بنية الحديث الروائي والإيديولوجيات السائدة. وعملنا بهذا هو مقدمة لفهم رواية المغرب العربي. وخلال التطور الذي عانته كمياً بمعدل أربع روايات في السنة وكيفياً من وجهة تداخل الشكل والمضمون. إقرأ المزيد