لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

جواز سفر على الطريقة الإيرانية

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 44,317

جواز سفر على الطريقة الإيرانية
8.50$
10.00$
%15
الكمية:
جواز سفر على الطريقة الإيرانية
تاريخ النشر: 06/03/2017
الناشر: منشورات الجمل
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"كما تعرفين، إن شاء الله، سأقول لكِ شيئاً. عندما تحصلين على جواز سفرك وتسافرين إلى الجانب الآخر من العالم، فلا تعودي إلى إيران. اسمعي نصيحة طبيبك. مع أنني لست أكبر سنّاً منك كثيراً." أخذ جواز سفري، فتحه وقرأ تاريخ ميلادي. "كما ظننت الفرق بيننا خمس سنوات. نعم، كما كنت ...أقول، عندما تصبحين هناك، لا تعودي، اطلبي الجنسية. عندي جنسية رومانية، كما تعرفين." لم أقل له إن لدي الجنسية الفرنسية أيضاً، بل لدي جواز سفر فرنسي لكني أفضل عدم استخدامه هنا. رنّ هاتفه مرة أخرى. لم يعدّ يردّ. "لقد أرسلت زوجتي وأطفالي - فتاتان صغيرتان جميلتان كدميتين - إلى رومانيا"، ثم أضاف، "وأنا أرسل لهم كلّ ما أكسبه. لا أبقي أي شيء أكسبه هنا. لاشيء"...
جاء دورنا. توجهنا إلى الكوة. دقق وثائقي رجل يرتدي بدلة رسمية. شعرت بالقلق بأنه لن يقبل صوري، لكن بدا لي أنها لن تكون مشكلة. حتى أنه لم ينظر إليّ. وفجأة أعاد لنا الطلب، وقال: "سأنسخها في الحال"، أجابه داريوش: لا سنغلق الآن. أصبحت الساعة الثالثة. كان يجب أن أغادر في الساعة الثانية" لن يستغرق ذلك أكثر من دقيقة. سأنزل وأنسخها في مكتب الملازم موختاربو". "آلة النسخ عنده معطة". لكن لدى السيدة توصية من الأعلى. أوه، ليتني متّ! فقط أعطني دقيقة واحدة لأذهب وأنسخ صوراً عنها". "أسرع إذاً. هيا أسرع". أخذ داريوش جواز سفري ولوّح لي بأن أتبعه. اندفعنا نهبط الدرج بسرعة، ربما ليس أربع درجات دفعة واحدة؛ بل درجتان معاً على الأقل. كان الشرطي في الطابق الأول منهمكاً في دفع الناس إلى الخارج. خرج معهم وطلب داريوش من الشرطي في الطابق الأرضي أن ينتظرنا قبل أن يقفل الباب. "لن ننسى قالب الحلوى، همس في أذنه. هذا يعني أنني يجب أن أدفع مبلغاً معيناً للشرطي. هززت رأسي موافقة. اقترحت أن نطلب سائق سيارة أجرة لمساعدتنا في عملية النسخ. "إنه من هذه المنطقة يستطيع أن ينسخها بسرعة". رفض داريوش وأجاب، بشيء من الكبرياء: "لا يمكنني أن أئتمن أحداً بجواز سفر". مرة أخرى داس فوق عشرات النساء الجالسات على الأرض اللاتي ينتظرن دورهن حتى الغد أبو غد. أعطاني حقيبته، وأمسك جواز سفري بين أسنانه، ربما لكي لا يضيعه في الطريق، وصعد إلى شاحنته الصغيرة.. أصبحت الآن أقف وحدي خارج مكتب جوازات السفر. كان الشرطي يراقبني منتظراً قالب الحلوى. ما المبلغ الذي عليّ أن أعطيه له.. أخرجت خمسة آلاف تومان من حقيبتي ودسستها خلسة في يده. تلامست يدانا، وبذلك وضعنا القوانين الإسلامية على المحك. بسرعة كبيرة دسّ النقود في جيبه دون أن يعدّها وشكرني. ثم أضاف؛ "ستصبح درجة الحرارة أربعين مئوية تقريباً، ولا أستطيع أن أشتري مروحة لأسرتي" اعتراني شعور بالخجل، كان بإمكاني أن أعطيه مبلغاً أكبر. أكبر بكثير. خمسة آلاف تومان لا تكفي لشراء مروحة. فقلت له: "سيعود الدكتور في أي دقيقة" ثم رددت اللازمة التي تعلمتها من داريوش " لقد طلب الملازم موختار بورمنه أن ينسخ رسالة لأقدمها بنفسي إلى العقيد آزارديل." للأسماء تأثيرها. هزّ الشرطي رأسه. ابتعد قليلاً ومنع امرأتين أو ثلاث نساءكنّ يحاولن الدخول. قال لهن: "ارجعن غداً. لم نعد نقبل طلبات أخرى اليوم، ألا ترين". أشارت واحدة منهن نحوي وصاحت: "وماذا عنها؟ ماذا تفعل هناك؟ لماذا لم تطلب منها أن تذهب هي الأخرى؟". لقد أرسلتها جهات عليا". دنت مني المرأة مباشرة كما لو أنها ستضربني. تراجعت بضع خطوات. وقالت: "لم نقم بالثورة حتى تأتي نساء من أمثالك ويدخلن قبلنا. سأريكِ. سأريكم جميعاً أن هذه الأمور قد انتهت... انتهت منذ زمن بعيد". أردت أن تبلغني أمعاء الأرض. أردت أن تبلغني أمعاء الأرض. أردت أن أختفي من على الوجود.. أردت أن... فجأة رأيتُ داريوش محسناً بجواز السفر والنسخ بين أسنانه.. عدنا إلى الطابق الثاني.. توجهنا إلى المكتب وأصبح علينا أن ننتظر دورنا مرة أخرى. "لو لم أصل في الوقت المناسب لكانت تلك المرأة السليطة قد أكلتك وأنت على قيد الحياة".. "عندما صار دوري قدّمت ملفّي للضابط، ورحت أرمق داريوش بعينين قلقتين. إني أحتاج إليه الآن أكثر من أي وقت مضى، وإلى الكلمات الماكرة التي يهمس بها فيآذان رجال الشرطة... لا يوجد عندي وقت لألوّح باسمي العقيد أزاريل والملازم موختاربور. وضع الضابط الملف فوق كومة من الوثائق وراءه، وثقب جواز سفري بثقّابة ليبطل مفعوله، وختم على ورقة وأعطاني جواز السفر المثقوب والإيصال، ثم، ومن دون أن ينبس بأي كلمة، نهض واقفاً وأسدل الستارة على كوّته وغادر... رنّ هاتفي وظهر على الشاشة رقم زوجي في باريس. ضغطت على الزر الأخضر ورحت أستمع إلى صياحه: "أين أنت بحق السماء... و؟ وهل حصلت على جواز سفرك أخيراً.. " ماذا يمكنني أن أقول له.. لم أقل له إنهم ثقبوا جواز سفري القديم، وأنه لم يعد صالحاً للاستخدام "بعد فترة. لقد قدمت لهم طلب تجديد. لقد تم كل شيء". "ومتى ستحصلين عليه؟" "لا أعرف الآن"..."
لن يجد القارئ صعوبة في إدراك الدوافع التي كانت الحافز لدى الروائية ليبصر عملها هذا النور. يمضي القارئ منذ السطور الأولى مع الكاتبة متابعاً المعاناة التي يعيشها المواطن الإيراني.. ليس من جهة حصوله على جواز سفر خاص به فحسب؛ بل ومعاناته في أموره الحياتية ككل. تطلّ الروائية التي خاضت رحلة مليئة بالمتاعب من أجل حصولها على جواز سفر للحاق بزوجها في باريس، تطلّ على القارئ فاتحة أمامه نافذة يطلّ منها على الحياة الاجتماعية في إيران.. فقر ومعاناة، وقوانين... وعادات وتقاليد.... تطيح بإنسانية الإنسان وبكرامته.. وبحقوقه إلى أبعد الحدود.

إقرأ المزيد
جواز سفر على الطريقة الإيرانية
جواز سفر على الطريقة الإيرانية
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 44,317

تاريخ النشر: 06/03/2017
الناشر: منشورات الجمل
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"كما تعرفين، إن شاء الله، سأقول لكِ شيئاً. عندما تحصلين على جواز سفرك وتسافرين إلى الجانب الآخر من العالم، فلا تعودي إلى إيران. اسمعي نصيحة طبيبك. مع أنني لست أكبر سنّاً منك كثيراً." أخذ جواز سفري، فتحه وقرأ تاريخ ميلادي. "كما ظننت الفرق بيننا خمس سنوات. نعم، كما كنت ...أقول، عندما تصبحين هناك، لا تعودي، اطلبي الجنسية. عندي جنسية رومانية، كما تعرفين." لم أقل له إن لدي الجنسية الفرنسية أيضاً، بل لدي جواز سفر فرنسي لكني أفضل عدم استخدامه هنا. رنّ هاتفه مرة أخرى. لم يعدّ يردّ. "لقد أرسلت زوجتي وأطفالي - فتاتان صغيرتان جميلتان كدميتين - إلى رومانيا"، ثم أضاف، "وأنا أرسل لهم كلّ ما أكسبه. لا أبقي أي شيء أكسبه هنا. لاشيء"...
جاء دورنا. توجهنا إلى الكوة. دقق وثائقي رجل يرتدي بدلة رسمية. شعرت بالقلق بأنه لن يقبل صوري، لكن بدا لي أنها لن تكون مشكلة. حتى أنه لم ينظر إليّ. وفجأة أعاد لنا الطلب، وقال: "سأنسخها في الحال"، أجابه داريوش: لا سنغلق الآن. أصبحت الساعة الثالثة. كان يجب أن أغادر في الساعة الثانية" لن يستغرق ذلك أكثر من دقيقة. سأنزل وأنسخها في مكتب الملازم موختاربو". "آلة النسخ عنده معطة". لكن لدى السيدة توصية من الأعلى. أوه، ليتني متّ! فقط أعطني دقيقة واحدة لأذهب وأنسخ صوراً عنها". "أسرع إذاً. هيا أسرع". أخذ داريوش جواز سفري ولوّح لي بأن أتبعه. اندفعنا نهبط الدرج بسرعة، ربما ليس أربع درجات دفعة واحدة؛ بل درجتان معاً على الأقل. كان الشرطي في الطابق الأول منهمكاً في دفع الناس إلى الخارج. خرج معهم وطلب داريوش من الشرطي في الطابق الأرضي أن ينتظرنا قبل أن يقفل الباب. "لن ننسى قالب الحلوى، همس في أذنه. هذا يعني أنني يجب أن أدفع مبلغاً معيناً للشرطي. هززت رأسي موافقة. اقترحت أن نطلب سائق سيارة أجرة لمساعدتنا في عملية النسخ. "إنه من هذه المنطقة يستطيع أن ينسخها بسرعة". رفض داريوش وأجاب، بشيء من الكبرياء: "لا يمكنني أن أئتمن أحداً بجواز سفر". مرة أخرى داس فوق عشرات النساء الجالسات على الأرض اللاتي ينتظرن دورهن حتى الغد أبو غد. أعطاني حقيبته، وأمسك جواز سفري بين أسنانه، ربما لكي لا يضيعه في الطريق، وصعد إلى شاحنته الصغيرة.. أصبحت الآن أقف وحدي خارج مكتب جوازات السفر. كان الشرطي يراقبني منتظراً قالب الحلوى. ما المبلغ الذي عليّ أن أعطيه له.. أخرجت خمسة آلاف تومان من حقيبتي ودسستها خلسة في يده. تلامست يدانا، وبذلك وضعنا القوانين الإسلامية على المحك. بسرعة كبيرة دسّ النقود في جيبه دون أن يعدّها وشكرني. ثم أضاف؛ "ستصبح درجة الحرارة أربعين مئوية تقريباً، ولا أستطيع أن أشتري مروحة لأسرتي" اعتراني شعور بالخجل، كان بإمكاني أن أعطيه مبلغاً أكبر. أكبر بكثير. خمسة آلاف تومان لا تكفي لشراء مروحة. فقلت له: "سيعود الدكتور في أي دقيقة" ثم رددت اللازمة التي تعلمتها من داريوش " لقد طلب الملازم موختار بورمنه أن ينسخ رسالة لأقدمها بنفسي إلى العقيد آزارديل." للأسماء تأثيرها. هزّ الشرطي رأسه. ابتعد قليلاً ومنع امرأتين أو ثلاث نساءكنّ يحاولن الدخول. قال لهن: "ارجعن غداً. لم نعد نقبل طلبات أخرى اليوم، ألا ترين". أشارت واحدة منهن نحوي وصاحت: "وماذا عنها؟ ماذا تفعل هناك؟ لماذا لم تطلب منها أن تذهب هي الأخرى؟". لقد أرسلتها جهات عليا". دنت مني المرأة مباشرة كما لو أنها ستضربني. تراجعت بضع خطوات. وقالت: "لم نقم بالثورة حتى تأتي نساء من أمثالك ويدخلن قبلنا. سأريكِ. سأريكم جميعاً أن هذه الأمور قد انتهت... انتهت منذ زمن بعيد". أردت أن تبلغني أمعاء الأرض. أردت أن تبلغني أمعاء الأرض. أردت أن أختفي من على الوجود.. أردت أن... فجأة رأيتُ داريوش محسناً بجواز السفر والنسخ بين أسنانه.. عدنا إلى الطابق الثاني.. توجهنا إلى المكتب وأصبح علينا أن ننتظر دورنا مرة أخرى. "لو لم أصل في الوقت المناسب لكانت تلك المرأة السليطة قد أكلتك وأنت على قيد الحياة".. "عندما صار دوري قدّمت ملفّي للضابط، ورحت أرمق داريوش بعينين قلقتين. إني أحتاج إليه الآن أكثر من أي وقت مضى، وإلى الكلمات الماكرة التي يهمس بها فيآذان رجال الشرطة... لا يوجد عندي وقت لألوّح باسمي العقيد أزاريل والملازم موختاربور. وضع الضابط الملف فوق كومة من الوثائق وراءه، وثقب جواز سفري بثقّابة ليبطل مفعوله، وختم على ورقة وأعطاني جواز السفر المثقوب والإيصال، ثم، ومن دون أن ينبس بأي كلمة، نهض واقفاً وأسدل الستارة على كوّته وغادر... رنّ هاتفي وظهر على الشاشة رقم زوجي في باريس. ضغطت على الزر الأخضر ورحت أستمع إلى صياحه: "أين أنت بحق السماء... و؟ وهل حصلت على جواز سفرك أخيراً.. " ماذا يمكنني أن أقول له.. لم أقل له إنهم ثقبوا جواز سفري القديم، وأنه لم يعد صالحاً للاستخدام "بعد فترة. لقد قدمت لهم طلب تجديد. لقد تم كل شيء". "ومتى ستحصلين عليه؟" "لا أعرف الآن"..."
لن يجد القارئ صعوبة في إدراك الدوافع التي كانت الحافز لدى الروائية ليبصر عملها هذا النور. يمضي القارئ منذ السطور الأولى مع الكاتبة متابعاً المعاناة التي يعيشها المواطن الإيراني.. ليس من جهة حصوله على جواز سفر خاص به فحسب؛ بل ومعاناته في أموره الحياتية ككل. تطلّ الروائية التي خاضت رحلة مليئة بالمتاعب من أجل حصولها على جواز سفر للحاق بزوجها في باريس، تطلّ على القارئ فاتحة أمامه نافذة يطلّ منها على الحياة الاجتماعية في إيران.. فقر ومعاناة، وقوانين... وعادات وتقاليد.... تطيح بإنسانية الإنسان وبكرامته.. وبحقوقه إلى أبعد الحدود.

إقرأ المزيد
8.50$
10.00$
%15
الكمية:
جواز سفر على الطريقة الإيرانية

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

ترجمة: خالد الجبيلي
لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 287
مجلدات: 1
ردمك: 9789933352974

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين