تداولية المقام بحث في الشروط المقامية في التراث النقدي والبلاغي
(0)    
المرتبة: 91,399
تاريخ النشر: 20/02/2017
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إن تمقيم الكلام، والكلام البليغ تحديداً، هو ما يخرج البلاغة من حيز الوجود بالقوة إلى حيز الوجود بالفعل، فمن خلاله يتصل الفهم بالإفهام، ويكمل الطربُ الإطرابّ، ويفضي التمكين إلى التمكن.
ذلك أن حصول هذه المقاصد التخاطبية التي كانت مدار حديث البلاغيين والنقاد العرب القدماء، ينهض على توظيف المتخاطبين للمقام، إذ بمقتضى ...توظيفه من لدن المتكلم يتحقق الإفهام، والإطراب، والتمكين، وغير ذلك مما صنفناه ضمن التمقيم التعبيري، وبمقتضى توظيفه من لدن المتلقي يتحقق الفهم، والطرب، والتمكن، وغير ذلك مما هو مندرج ضمن التمقيم التأثري.
ولأن التمقيم يحدث في أرض التداول اللغوي، وهي أرض متحركة لا تستقر على جهة، كان توظيف المتخاطبين للمقام محكوماً بطرف ثالث غير ما ينفرد به المتكلم والمتلقي، وهو المحيط المادي الذي يؤطر تعبير المتكلم وتأثر المتلقي، سواء أكانت حقيقة هذا المحيط واقعة وقوعاً عيانياً أم مفترضة إفتراضاً تقديرياً، بحكم سيرورة التداول وإنفتاحه على إمكانات التأثر المختلفة والمتباينة بتباين القدرات والمؤهلات الممتدة في الزمان والمكان، وإنفتاحه أيضاً على تجربة تعبيرية ممتدة تخترق أحداثاً كثيرة وتعْبُرُ ظروفاً متباينة، إذ إنتاج نص إبداعي قد لا يكون محصلة حدث واحد أو بيئة واحدة.
وهذا يفيد أن المكون المادي للمقام يخلّص عملية التمقيم من النزوع الذاتي أو الفردي، كما يخلصها من التوظيف الآلي أو الميكانيكي، حيث يصل الفردي أو الخاص بالجماعي أو المشترك، ويضم اللفظي أو الطارئ إلى المتراكم أو الممتد. إقرأ المزيد