لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

جدل اللغات

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 10,402

جدل اللغات
76.00$
80.00$
%5
الكمية:
جدل اللغات
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار توبقال للنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:يتشكل نصّ هذا الكتاب من أربعة دروس ألقاها المؤلف في الكوليج دي فرانس من 13 آذار / مارس إلى 3 نيسان / إبريل سنة 1990، والموضوع الذي شكل المحور الأساسي لهذه الدروس أو المحاضرات هو لسان آدم منطلقاً من فكرة أثارها تساؤل: إذا كانت العربية عند بعض المؤلفين هي ...لسان الجنة، فماذا سيكون لسان الهبوط؟ هل سيستمر آدم بعد طرده من جنة عدن في التكلم بالعربية أم سيعبر عنه بلسان آخر؟...
في هذا الإطار يتساءل إذن عن لسان آدم... بمعنى أي لسان؟ أهو اللغة أم الجارحة؟ عن اللسان واسطة للتواصل داخل فئة إجتماعية، أم عن اللسان الذي تدوّق الثمرة المحرَّمة؟ الإلتباس أصيل: يمكن أن نرقى به إلى الشجرة الموجودة وسط الفردوس، شجرة المعرفة حول هذه الشجرة تلاسن حوّاء الحية، ثم تستلدّ عرف الثمرة مع آدم، كلاهما يتذوق لذة الإنتهاك ويعرفان تمييز الخير والشر، وهكذا لا تنفصل المعرفة عن العرف؛ فضلاً عن أن هاتين اللفظتين مشتقتان من أصل واحد.
المعرفة التي اكتسبها آدم هي، كما نعلم، الفصل بين المبدأين، تمييز الخير والشر، المعرفة هي الفصل، والتفريق، والعزل، والقطع، والحال أن هذه العملية مرتبطة حميميّاً بشقّ، وصدع، وخرٍّ، وخصمٍ في اللسان، لسان الحيّة بالطبع؛ اللسان مزدوج، ولا يمكن إلا أن يكون مزدوجاً، سنرى أنه بعد الخطيئة الأصلية، سيحدث إنشقاق، وإنقسام في اللسان بإعتباره لغة، لكننا منذ الآن، نستطيع الحديث عن الشق الذي يظهر في اللسان بإعتباره جارحة، أجل تصاب جارحة الحيّة بصدع لمّا يتم أكل ثمرة المعرفة.
من الغريب أن الحيّة لم تتذوق الثمرة، بل أذاقتها فحسب للمتواطئين معها، لكنها من بين شخوص المأساة الثلاثة هي التي سيصير لسانها مشقوقاً، لا يذكر القرآن الكريم الحية في مشهد الغواية، إبليس هو من يوسوس لآدم وحواء أن يذوقا الثمرة المحرّمة: ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾... [سورة الأعراف: الآية 20].
لكن المفسرين لم يتوانوا في إسناد دور إلى الحية، باسطين بذلك مأساة ذات أربعة شخوص، لما حُظِرَ على إبليس دخول الجنة، قصد الحيّة فأغواها بأن وعدها بالخلود، تحوّل إلى ريح وجعل نفسه بين أنياب الحيّة (لم تكن آنئذ حية كانت لها أربع قوائم وكانت من أحسن الدواب التي خلقها الله)، يستقرّ إبليس إذن في فم الحية التي تدخل به سرّاً إلى الجنة، وبواسطة لسان الحية يفتن الرجل والمرأة، هذان يتذوقان من الشجرة؛ لكن الحيّة تذوقت الشيطان مسبقاً؛ لذا كان على طرف لسانهان عقابها سيكون شديداً، وبأكثر من طريقة، في سفر التكوين، يلغها الرب وينطق في حقها بعقوبة مزدوجة: "على بطنك تزحفين وتراباً تأكلين طوال أيام حياتك، بينك وبين المرأة أقيم عداوة وبين تسلك ونسلها..." بسيط الجاحظ (القرن الثالث / القرن التاسع) في كتاب الحيوان الكلام طويلاً عن الحية ويصف لسانها مرتين، يلاحظ أولاً أن الحيّة مشقوقة اللسان، ويضيف: "وزعم بعضهم أن لبعض الحيّات لسانين وهذا عندي غلط، وأظن أنه لما رأى إفتراق طرف اللسان قضى بأن لها لسانين"، وفي موضع آخر، خلال عرض للخطيئة الأصلية يعيّن لائحة العقوبات المسلطة على الحيّة، إضافة إلى تلك التي ذكرها سفر التكوين، يعيد عقوبات أخرى تهمنا منها خصوصاً هذه السّمة: شملت اللعنة حتى لسان الحية، فقد شق الله لسانها، جاعلاً منها حيواناً مشطوراً، حيواناً ذا لسانين.
يستنتج الجاحظ من ذلك أن الحية، لما يهاجمها الإنسان، تُخْرِج لسانها المشقوق، كما لو كانت تذكره بتواطؤ قديم وبالعقوبة التي أصابتها بعد تورطها في المأساة الأصلية... تلك كانت بداية للبحث عن لسان آدم... هواجس وأفكار يلحق بعضها بركاب بعض... تطلق للباحث عنان الخيال حيناً... والإلتجاء إلى ما ورد في النصوص أحياناً أخرى في عملية تحليلية والأبعد من ذلك، فإن الموضوع المعالج "لسان آدم" موضوع شديد التعقيد... فكان لا بد له من أن يعرض لمظهره الأدبي على تخوم فقه اللغة، والتاريخ، والفلسفة، وعلم الكلام، وهي العلوم الأكثر تأهيلاً لمناقشته وإدراك منطوياته المتعددة، وهو إذ ذلك يقول بأنه في أثناء قراءته لمؤلفات عربية كلاسيكية، جذبه وحيرة في آن واحد مخزون غزير من النصوص الهامشية، التي لا يأخذهما أحد مأخذ الجدّ، مخزن لبضائع عتيقة، ونفايات مزعجة لم يكن التخلص منها.
أقوال وأشعار تشرح أزمنة البدء، يرويها "مؤلفون" يبدو أنهم يتبنونها دون تحفظ، في القلب من أهتماماتهم، وإهتمامه، بقصيدة قديمة، بأقدم قصيدة في العالم، مضيفاً بأن البحث عن أصل اللغة لا ينفصل عن البحث عن أصل الشعر، وإلى هذا، ولهذا الغرض عمد الباحث إلى تحليل تلك النصوص مجتهداً بالمحافظة على طراوتها وسذاجتها (الماكرة أحياناً) كما وعلى الحنين الغامض الذي يعتمل فيها... إذ أنه رأى أن في أفقها، يتراءى بهاء جنة الفردوس.

إقرأ المزيد
جدل اللغات
جدل اللغات
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 10,402

تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار توبقال للنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:يتشكل نصّ هذا الكتاب من أربعة دروس ألقاها المؤلف في الكوليج دي فرانس من 13 آذار / مارس إلى 3 نيسان / إبريل سنة 1990، والموضوع الذي شكل المحور الأساسي لهذه الدروس أو المحاضرات هو لسان آدم منطلقاً من فكرة أثارها تساؤل: إذا كانت العربية عند بعض المؤلفين هي ...لسان الجنة، فماذا سيكون لسان الهبوط؟ هل سيستمر آدم بعد طرده من جنة عدن في التكلم بالعربية أم سيعبر عنه بلسان آخر؟...
في هذا الإطار يتساءل إذن عن لسان آدم... بمعنى أي لسان؟ أهو اللغة أم الجارحة؟ عن اللسان واسطة للتواصل داخل فئة إجتماعية، أم عن اللسان الذي تدوّق الثمرة المحرَّمة؟ الإلتباس أصيل: يمكن أن نرقى به إلى الشجرة الموجودة وسط الفردوس، شجرة المعرفة حول هذه الشجرة تلاسن حوّاء الحية، ثم تستلدّ عرف الثمرة مع آدم، كلاهما يتذوق لذة الإنتهاك ويعرفان تمييز الخير والشر، وهكذا لا تنفصل المعرفة عن العرف؛ فضلاً عن أن هاتين اللفظتين مشتقتان من أصل واحد.
المعرفة التي اكتسبها آدم هي، كما نعلم، الفصل بين المبدأين، تمييز الخير والشر، المعرفة هي الفصل، والتفريق، والعزل، والقطع، والحال أن هذه العملية مرتبطة حميميّاً بشقّ، وصدع، وخرٍّ، وخصمٍ في اللسان، لسان الحيّة بالطبع؛ اللسان مزدوج، ولا يمكن إلا أن يكون مزدوجاً، سنرى أنه بعد الخطيئة الأصلية، سيحدث إنشقاق، وإنقسام في اللسان بإعتباره لغة، لكننا منذ الآن، نستطيع الحديث عن الشق الذي يظهر في اللسان بإعتباره جارحة، أجل تصاب جارحة الحيّة بصدع لمّا يتم أكل ثمرة المعرفة.
من الغريب أن الحيّة لم تتذوق الثمرة، بل أذاقتها فحسب للمتواطئين معها، لكنها من بين شخوص المأساة الثلاثة هي التي سيصير لسانها مشقوقاً، لا يذكر القرآن الكريم الحية في مشهد الغواية، إبليس هو من يوسوس لآدم وحواء أن يذوقا الثمرة المحرّمة: ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾... [سورة الأعراف: الآية 20].
لكن المفسرين لم يتوانوا في إسناد دور إلى الحية، باسطين بذلك مأساة ذات أربعة شخوص، لما حُظِرَ على إبليس دخول الجنة، قصد الحيّة فأغواها بأن وعدها بالخلود، تحوّل إلى ريح وجعل نفسه بين أنياب الحيّة (لم تكن آنئذ حية كانت لها أربع قوائم وكانت من أحسن الدواب التي خلقها الله)، يستقرّ إبليس إذن في فم الحية التي تدخل به سرّاً إلى الجنة، وبواسطة لسان الحية يفتن الرجل والمرأة، هذان يتذوقان من الشجرة؛ لكن الحيّة تذوقت الشيطان مسبقاً؛ لذا كان على طرف لسانهان عقابها سيكون شديداً، وبأكثر من طريقة، في سفر التكوين، يلغها الرب وينطق في حقها بعقوبة مزدوجة: "على بطنك تزحفين وتراباً تأكلين طوال أيام حياتك، بينك وبين المرأة أقيم عداوة وبين تسلك ونسلها..." بسيط الجاحظ (القرن الثالث / القرن التاسع) في كتاب الحيوان الكلام طويلاً عن الحية ويصف لسانها مرتين، يلاحظ أولاً أن الحيّة مشقوقة اللسان، ويضيف: "وزعم بعضهم أن لبعض الحيّات لسانين وهذا عندي غلط، وأظن أنه لما رأى إفتراق طرف اللسان قضى بأن لها لسانين"، وفي موضع آخر، خلال عرض للخطيئة الأصلية يعيّن لائحة العقوبات المسلطة على الحيّة، إضافة إلى تلك التي ذكرها سفر التكوين، يعيد عقوبات أخرى تهمنا منها خصوصاً هذه السّمة: شملت اللعنة حتى لسان الحية، فقد شق الله لسانها، جاعلاً منها حيواناً مشطوراً، حيواناً ذا لسانين.
يستنتج الجاحظ من ذلك أن الحية، لما يهاجمها الإنسان، تُخْرِج لسانها المشقوق، كما لو كانت تذكره بتواطؤ قديم وبالعقوبة التي أصابتها بعد تورطها في المأساة الأصلية... تلك كانت بداية للبحث عن لسان آدم... هواجس وأفكار يلحق بعضها بركاب بعض... تطلق للباحث عنان الخيال حيناً... والإلتجاء إلى ما ورد في النصوص أحياناً أخرى في عملية تحليلية والأبعد من ذلك، فإن الموضوع المعالج "لسان آدم" موضوع شديد التعقيد... فكان لا بد له من أن يعرض لمظهره الأدبي على تخوم فقه اللغة، والتاريخ، والفلسفة، وعلم الكلام، وهي العلوم الأكثر تأهيلاً لمناقشته وإدراك منطوياته المتعددة، وهو إذ ذلك يقول بأنه في أثناء قراءته لمؤلفات عربية كلاسيكية، جذبه وحيرة في آن واحد مخزون غزير من النصوص الهامشية، التي لا يأخذهما أحد مأخذ الجدّ، مخزن لبضائع عتيقة، ونفايات مزعجة لم يكن التخلص منها.
أقوال وأشعار تشرح أزمنة البدء، يرويها "مؤلفون" يبدو أنهم يتبنونها دون تحفظ، في القلب من أهتماماتهم، وإهتمامه، بقصيدة قديمة، بأقدم قصيدة في العالم، مضيفاً بأن البحث عن أصل اللغة لا ينفصل عن البحث عن أصل الشعر، وإلى هذا، ولهذا الغرض عمد الباحث إلى تحليل تلك النصوص مجتهداً بالمحافظة على طراوتها وسذاجتها (الماكرة أحياناً) كما وعلى الحنين الغامض الذي يعتمل فيها... إذ أنه رأى أن في أفقها، يتراءى بهاء جنة الفردوس.

إقرأ المزيد
76.00$
80.00$
%5
الكمية:
جدل اللغات

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 2
السلسلة: الأعمال
حجم: 22×15
عدد الصفحات: 1636
مجلدات: 5
ردمك: 9789954659014

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين