الحرب والإدارة اللبنانية، دراسة في التعطل الإداري
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار فكر للأبحاث والنشر
نبذة نيل وفرات:إن أهمية كتاب الحرب والإدارة اللبنانية تبرز من خلال معالجة المؤلفة للأسباب الكمينة التي فجرّت استشراء الإستبداد والفساد والرشوة، وزعزعت ركائز الإدارة ومقوماتها، وأدّت إلى هيمنة المتحاربين على مرافق الدولة ومواردها. كما أن الكتاب يربط بين إعادة تفعيل الإدارة وإصلاح النظام السياسي مشدداً على العلاقة الوثيقة بينهما.
أن الكتاب ...الذي أقوم بتقديمه، والذي يظهر في هذه المرحلة المأسوية من تاريخ لبنان وفي ظل التسيب والتشرذم الإداري، يعتبر ضرورة ملحة لكل من يتعاطى الشأن العام أو يهتم بمصير وطن ويصبو إلى إعادة بنائه وتأهيله. إنه كتاب وصين يعالج الوضع الإداري بروح المسؤولية والتجرد العلمي.
إذاً أن ما تبحث به هو موضوع التعطل الإداري Administrative Disruption الناتج عن الحرب الأهلية في لبنان، وهي تقدّم إطاراً نظرياً لمعالجة مفهوم التعطل الإداري، ونعني المضاعفات الناتجة عن تغيّرات هائلة في البيئة كما تتجلى في نظام بيروقراطي معين. والتغيّرات قد تكون نتيجة كوارث طبيعية أو نتيجة الحرب، أما "النظام البيروقراطي المعين" فنقصد به نموذج فيبر Weber المثالي الخاضع أولاً لتأثير النظام السياسي أو العامل التاريخي الدستوري، والخاضع ثانياً لتأثير النظام الإجتماعي أو عامل القيم الإجتماعية.
وتؤدي مطالعة المراجع الخاصة بالكوارث والحروب إلى تصنيف التعطل الإداري في ثلاثة أنواع هي: التعطل العملي، والتعطل البنيوي وتعطل الأصول.
لذلك يعالج موضع الحرب بصفته عاملاً خارجياً، له مضاعفات على صعيد النظام الإداري الذي يكون تجاوبه رهن عوامل داخلية. كما نجد عملياً أن هنالك عوامل أخرى إلى جانب عامل الحرب تسهم في خلق الوضع السائد وهذه العوامل هي تاريخ لبنان، ونظامه الديمقراطي التوافقي Consociational Democracy وخصائصه الفئوية والعائلية الإجتماعية المتجذرة.
وتتم معالجة مسألة الإدارة العامة في لبنان بهدف تحديد مسؤولية الحرب في ما نلاحظه من تغيرات في الممارسة والسلوك. علماً بأن هنالك بعض التغيرات التي لم يتطرق إليها نموذج فيبر (لا سيما نشوء الإدارات البديلة في بعض المناطق). وتخلص هذه الدراسة إلى أن الإنهيار العام الذي أصاب الإدارة اللبنانية عائد إلى العوامل الداخلية أكثر منه إلى العوامل الخارجية. إقرأ المزيد