أوضاع العالم 2016 ؛ عالم اللامساواة
(0)    
المرتبة: 95,053
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: مؤسسة الفكر العربي
نبذة نيل وفرات:ما هو عالم اللامساواة ؟ لا يزال التحليل على الصعيد العالمي يقف ويستوقف ويمانع ، شأنه في ذلك شأن ما كان يفترض فيه أن يُلهم من فعلٍ وتبعية أو استنفار : فاللّامساواة أو التفاوتات قلّما افلحت في فرض نفسها كموضوع دراسة أو نجحت في أن تكون موضوع فعلٍ ومجاهدةٍ ...عموميتين ، والعالم يشهد التقلبات التي شهدتها اللامساواة في الماضي ، ولكن بصورة متفاقمة وأشدّ مقاومة . فقد اعتبرت اللامساواة في الماضي طبيعية ، أي من طبيعة الأمور ، ولم تكن تستدعي أيّة مجهودات لتقويمها ، وحين فرضت خطابات المساواة والتساوي نفسها وسط الأمم ، منذ عصر الأنوار ، ثم وبخاصة ، بعده ، عبر المُثل الديمقراطية والإشتراكية ؛ فإن التفاوتات أو اللامساواة على المستوى العالمي ظلّت في الهامش ، وبقيت مجهولة ، لا بل إنها واصلت الإقتران في الأذهان كافة ، بالبرية ، أو بـ " مستويات التحضّر " الشهيرة التي لم يصل إليها أحدٌ بعد . ظلّت التطورات بطيئة تتردد بيسرٍ وتؤدة بين غريزة الإحسان والوعي الأممي الخجول [ ... ] ضمن هذه المقاربات يأتي هذا الكتاب " أوضاع العالم L’Etat du Monde . فمنذ إطلاقه في العام 1981 والكتاب يمضي في تقصّي التحولات التي تشهدها المعمورة ويواكبها . وتعتمد شبكة المؤلفين التي تتولاه على مجموعات بحثية متعددة ، وعلى باحثين كُثر في فرنسا وفي الخارج ، وذلك في مختلف الميادين التي تتعلق بما هو دولي . وإلى هذا .. فالكتاب يتقصى التحولات الكبرى ، السياسية ، الإقتصادية ، والإجتماعية ، والدبلوماسية ، وكذلك التكنولوجية أو البيئة ، عبر ثلاثين مقالة قاطعة مُحكَمَةَ ، دقيقة وموثقة . تسمع هذه المقالات للقراء بالمقاربة بين ظواهر ، تبدو في ظاهرها معزولة متباعدة ، وبإعادة موضعتها في سياقٍ إجمالي . وهذه الطبعة الجديدة التي بين يدي القارىء ، تركّز على مسألة اللامساواة . ذلك أن العولمة ، خلافاً للوعود التي قطعها أصحابها ، عمّقت هذه التفاوتات سواء بين الشمال والجنوب ، أم بين بلدان هاتين المنطقتين . وإن كانت هذه التفاوتات تضرب بجذورها في تاريخ الرقّ والإستعمار ؛ إلا أنها تعود بخاصة على الهرمية أو التراتبية التي يفرضها المجتمع الدولي . وهذه التفاوتات التي يعمد بعض المنظّرين الإقتصاديين إلى تبريرها ، هي التي تفسّر في غالب الأحيان العنف السياسي . وعلى العكس من ذلك ، فإن الكفاح من أجل المساواة يحتل منزلة مركزية في التحريك الجماهيري الذي يشهده العالم اليوم . بعد هذا التفكيك للرموز والطلاسم ، يجد القارىء جردة ، هي بمثابة محصلة عن التفاوتات أو اللامساواة في مختلف المجالات التي تتجلى فيها . ماذا فعلت المنظمات الدولية لمكافحتها ؟ ماذا بقي من التنمية ؟ أية أدوار تلعبها ظاهراتٌ مثل الهجرات والعمران الحضاري أو الإضطرابات المناخية ؟ كيف تترجم اللامساواة في مجالات الصحة والتربية بين الرجال والنساء ؟ وهل يمكن الحديث عن " برجوازية عظمى " معولمة ؟ . وهكذا تخلص مقاربة اللامساواة وتفضي في هذه المقالات إلى سلسلة من دراسة الحالة القاريّة ( من أميركا اللاتينية أو أوروبا مروراً بالساحل الإفريقي ) والقومية ( من المملكة المتحدة إلى الصين مروراً بالهند والعراق وإسرائيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية ) ، من دون أن تنسى اللوكسمبورغ ، الجنة الضريبية المهتزة . وقد تم إلحاق الكتاب بدفتر خرائط وملحقات إحصائية وذلك من أجل مساعدة القارىء على رؤية ديناميّات النزاعات المعاصرة . وقد استعان الفريق العامل بالجغرافي وواضع الخرائط والصحافي فيليب ريكازيفتيش ، الذي يجد القارىء عمله ماثلاً في هذا الدفتر الملحق الذي ضم الخرائط والملحقات الإحصائية المكملة لهذا الكتاب . نبذة الناشر:منذ سنوات عدّة، وخصوصاً بعد أزمة العام 2008 الماليّة، أصبحت اللاّمساواة أو التفاوتات مجدّداً موضوعاً راهناً.
وتناول هذه المسألة التي طال إهمالها، عددٌ من أكثر الكتب شهرةٌ ورواجاً على الساحة الدولية، كما أنّ المنظّمات غير الحكومية تنشُر أرقاماً مثيرة للقلق، تشهد على تعميق الهوّة بين الأثرياء المفرطي الغنى، الذين ما عادوا يعرفون كيف يُنفقون ثرواتهم الهائلة، والفقراء الذين ما فتئوا يظهرون متكاثري التعدد متعاظمي الهشاشة.
وهكذا، من أثينا إلى نيويورك، ومن مدريك إلى هونغ كونغ، لا زالت الحركات الشعبيّة التي تضع الكفاح ضدّ "اللامساواة" أو "التفاوتات" في قلب برنامجها، تتكاثر وتزداد أهمّية.
لكن، كيف يمكن، إذا ما تجاوزنا الشعارات، أن تقارب هذه التفاوتات التي باتت تنيخ بثقلٍ متزايدٍ على جدول الأعمال الدولي، وأن نفيسها بالضبط؟ كيف تتداخل مختلف أوجه هذه اللامساواة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعنصرية والثقافية أو الجنسية، وتتشابك؟ ولماذا تفشل، وعلى نحو دائم تقريباً، المؤسّسات الدولية، المفرطة هي ذاتها في اللاّمساواة والتفاوت، في بلوغ الأهداف التي حدّدتها هي نفسها في ميدان "التنمية"؟ لماذا يظلّ الحصول على الغذاء، والسكن، والتعليم، أو الرعاية الصحّية، متفاوتاً لا يعرف السويّة؟ أفيكون الظلمُ الذي يشعر به الكثيرُ من الأقوام مؤاتياً لنشوبِ النزاعات، مشجعاً عليها وعلى إندلاع العنف السياسي؟...
تعرض طبعة "أوضاع العالم" للعام 2016 هذه، بفضل الباحثين والصحافيّين المجتمعين حول برتران بادي ودومينيك فيدال، آفاقاً جديدة لفهم التفاوتات الراهنة على المستوى العالمي والإقليمي والوطني، ترتكز على معطيات وموارد إحصائيّة رصينة وتستند إليها، وإلى ما لا يُحصى من الأمثلة المستمدَّة من القارّات الخمس، بحيث يقوم المختصّون الذين أسهموا في هذا الكتاب، بالتدفيق في أوليّاتها، موفّرين بذلك عدداً من المسارات والمسالك من أجل محاولة مكافحتها. إقرأ المزيد