ميثات عربية وشرقية في الشعر العربي الحديث
(0)    
المرتبة: 324,686
تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: خاص-رشيد مبارك
نبذة نيل وفرات:لعل أبرز الظواهر الفنية التي تلفت النظر في تجربة شعراء الحداثة العربية في الإكثار من استخدام "الميثة" أداة للتعبير. وليس غريباً أن يعوّل الشاعر على "الميثة" في قصائده، فالعلاقة القديمة بينهما تبرر هذا التعويل، و"تدل على بصيرة كافية بطبيعة الشعر والتعبير الشعري". ولكن التأمل في طبيعة الميثات التي يستخدمها ...الشعراء المحدثون وفي طريقة استخدامهم لها، يدعو وبإلحاح إلى الاهتمام بهذه الظاهرة وتقويمها. وهذا ما ستعالجه هذه الدراسة التي ستتوقف عند "ميثات عربية وشرقية في الشعر العربي الحديث" واقتصار الباحث على الشعر دون غيره من الوسائل التعبيرية، فلأنه أشد رسوخاً وأصالة في الذات العربية، وإن دراسة الميثة في فن القصة أو المسرحية مثلاً لا تعبر بصدق عن المعاناة ولا تكشف عن مسائل القلق الحضاري والوجودي في الشخصية العربية، لأن هاتين الوسيلتين مستلهمتان من التراث الغربي. أما الشعر وحده يمثل اندفاعة النسغ الداخلية وعمل التبرعم السري. وأما النتاج الشعري لشعراء الحداثة العربية الذي اعتمده الباحث في دراسته فقد تمثل هذا النتاج في دواوين: أدونيس، خليل حاوي، يوسف الخال، بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، وصلاح عبد الصبور.
وقد تمّ التركيز على هذه الدواوين المذكورة لأنها جاءت بعد اكتمال عدّة الشعراء الفنية ونضوجهم الثقافي، ولأن النقاد الحديثين يعتبرون هؤلاء الشعراء من الرواد المبدعين، وقد تحققت فرادتهم وتجسد إبداعهم في الدواوين التي اعتمدها الباحث. وقد انتظمت هذه الدراسة في قسمين وخاتمة. القسم الأول: بعنوان "الحداثة والميثة". وأما القسم الثاني: فيدرس الميثات العربية والشرقية في الشعر الحديث.
وقد اعتمدت هذه الدراسة على تحليل الميثات العربية والشرقية في الشعر العربي الحديث، انطلاقاً من تعريف سريع للميثة كما وردت في المصادر والموسوعات التاريخية والدينية. ثم عمدت الدراسة إلى تبيان المضامين والأبعاد التي تحتويها الميثات مع الإشارة إلى التحولات التي طرأت عليها بفعل تعامل الشعراء معها. ثم تلمح الدراسة إلى مدى نجاح الشاعر أو إخفاقه في هذا التعامل. هذا المنهج يعتمد أساساً على المرويات التاريخية والدينية ولا يعتمد على نظرية نقدية جاهزة تفرض مقاييسها على الشعر العربي وتكون غريبة عن طبيعته. إقرأ المزيد