لبنان في القرون الوسطى 634 - 1098 م
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: منشورات الجامعة اللبنانية
نبذة نيل وفرات:لبنان من الفتوحات إلى العهد الفاطمي، هو الجزء الأول من سلسلة من ثلاثة أجزاء تشمل الحقبة التي اصطلح على تسميتها عالمياً بالقرون الوسطى، وعربياً وإسلامياً بالعهد الإسلامي الكلاسيكي.
يحتوي الجزء الأول على الوقائع التاريخية السياسية والعسكرية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية التي جرت على أرض الجمهورية اللبنانية الحالية في القرون الوسطى.
ومن البديهي ...القول بأنّ نسب الوقائع المذكورة أعلاه في الدراسة تختلف من حقبة إلى حقبة، ولا تتوازى فيما بينها بسبب طبيعة الأصول والمصادر الموجودة بين أيدينا.
لذلك، فإن المواضيع الإقتصادية والثقافية والإجتماعية لا تحتلّ المكان والحجم نفسه الذي تحتله الوقائع السياسية - العسكرية، وأسباب ذلك متنوعة، ومنها: "ضحالة المواضيع الخارجة عن الإطار السياسي - العسكري، في المصادر العربية"، "عدم إهتمام المصادر العربية - الإسلامية بالتأريخ للأرياف التي كانت مهمّشة على كلّ الصعد في الحضارة العربية"، "عدم وجود محفوظات تساعد على الغوص في هذه الدراسات الحديثة التوجّه"، "عدم الإهتمام بالجماعات الخارجة عن جماعة السلطة المقيمين في المدن".
فقد لبنان في القرون الوسطى الدور الذي عرفه في التاريخ القديم، حتى في ظلّ الدول التي سيطرت عليه وكان آخرها الإمبراطورية الرومانية بعهديها: الغربي ثم الشرقي البيزنطي، وأصبح لبنان منطقة هامشية، بعد أن كان لها دور مقبول في ظلّ الحكم الأموي، وقد تلاشى بصورة واضحة في ظلّ الحكم العباسي، ليصبح مسرحاً للصراعات العسكرية المتوالية في عهد الدويلات وفي خضمّ الصراع الفاطمي العباسي فالسلجوقي.
ولذلك، فالصورة التي سنعرضها عن لبنان هي صورة مبتورة الجوانب تطغى فيها المعلومات عن هذه الحقبة على تلك وعن هذه الجماعة أو الطائفة عن تلك، والصورة مقطّعة الأوصال يقتضي ترميمها مصادر أخرى، لا يبدو أنها ستكون في خدمتنا في زمن من الأزمان.
وعلى الرغم من ذلك، فقد سعينا جاهدين لتقديم صورة أقرب ما تكون إلى الحقيقة وجمعنا أشلاءها بأفضل ما يمكن، وإن كنّا قد تغاضينا عن الغوص في بعض الأنشطة التي قام بها لبنانيون على الصعيدين الديني والثقافي، فذلك لأن ما قدّمه هؤلاء العلماء وأرباب القلم لا يستحق العناء اللازم، وليقيننا أنه لا يكفي أن يكون المرء رجل دين، من أي دين كان، أو أن يسعى في تحصيل العلوم الدينية من دون أن يقدّم أية إضافة إلى العلم، اللهم سوى تكرار ما قاله الآخرون، لينشر اسمه في سجلات التاريخ. إقرأ المزيد