تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: أفريقيا الشرق
نبذة نيل وفرات:كثيرة هي العقول النقدية التي تبحث في البدهيات وترفض التسليم بما أورثه الماضي للحاضر، تحاور الماضي القديم بعقول القرن العشرين والواحد والعشرين، وتهدم الميتافيزيقا واللوغوس المتوارثين منذ أجيال.
وفي كل خطوة تنويرية تخطوها ثمة خطوط مجتمعية حمراء تُتجاوز؛ وفي المقابل، ثمة أجساد تنتزع أرواحها أو توضع في الهامش الإنساني للحياة، ...كان هذا هو شأن كل العقول التي حاولت فقد الفكر الديني.
وعلى القلب الآخر، التبس الدين بالسياسة لما أصبح ملاذ الوصولية السياسية في محراب عبادة الأهواء والمطامع، حتى أصبح عسيراً على الناس تمييز خطاب الآخرة عن خطاب الدنيا، ومقاصد الله عن مقاصد الشيطان.
هذا الإلتباس الذي ما زال موضع قداسة لدى فئة عريضة من الناس هو ما تتفيا نصوص هذا الكتاب تسليط الضوء عليه، فأشكال الإستغلال البرغماتي للدين أصبحت لصيقة بألسنته العامة والخاصة، السياسيين وغير السياسيين.
وإلى هذا، فإن المؤلف يعتقد أن إنتشار ضرب من ضروب المعرفة في صفوف الناس هو ما يكوّن وعيهم الإيديولوجي، فنتيجة لكم الهائل من قنوات تصريف المعلومة الدينية من مساجد ومدارس وقنوات تلفزية وإذاعية، ومواقع إلكترونية وجرائد ومجلات، أمس بمقدور الناس جميعهم تداول المواضيع الدينية ودمجها في سياقات إجتماعية وسياسية مختلفة، وكان نصوص القرآن الكريم مجردة من أسباب النزول.
وعليه، يرى المؤلف بأن المجتمع المعاصر في حاجة إلى يقظة دينية يكون هدفها منع رجال الدين من الخوض في السياسة، خصوصاً بعد أن أثبت التاريخ أنهم كانوا على الدوام عماد الدكتاتوريات في إحكام السلطة على الشعوب، وأنهم أن تمردوا على السلطة فهم لا يريدون ثواباً ولا أجراً؛ بل تحركهم نزوات الدنيا ومآربها، وأنهم إن طمعوا في الثواب والأجر فهم يرفعون آراءهم إلى مصاف كلام الله تعالى فلا يملك الناس فهم فكاكاً، وإنهم إن حكموا يقطّعون أيدي الناس وأرجلهم، ويجلدون ظهورهم ويقطعون رؤوسهم مضيفاً بأن ما تستلزمه هذه اليقظة الوعي بالحدود الفاصلة بين الخطاب السياسي والخطاب الديني؛ إذ على الناس أن يدركوا تداخلها في خطاب المشتغلين بالسياسة، وأن يتمعنوا في الخلفيات التي يخدمها هذا التداخل.
وينتهي إلى القول بأن فصل الدين عن السياسة، وجميل ضمان حرية المعتقد، وترسيخ هوية واحدة هي هوية الوطن... تلك في نظره أهم الفوائد التي يمكن أن يجنيها القارئ من هذا الكتاب. إقرأ المزيد