اللامركزية ومسألة تطبيقها في لبنان
(0)    
المرتبة: 94,919
تاريخ النشر: 01/01/1981
الناشر: عويدات للنشر والطباعة
نبذة الناشر:إن فكرة اللامركزية الإدارية ليست بالجديدة في لبنان، فقد كانت لسنوات موضوع حوار على غير مستوى وفي غير مجال، وطرحت غير مرة في بيانات وزارية منذ أوائل الخمسينات، ولكن المحاولات التي جرت لتطبيقها كانت في الواقع خجولة، إلا أن الموضوع اكتسب بعداً جديداً نتيجة الأزمة التي ما زال لبنان يتخبط ...فيها، وذلك بقدر ما أحدثت هذه الأزمة ومضاعفاتها من تباعد بين الفئات والمناطق استُغِلّ من بعض أصحاب المآرب للنيل من تماسك هذا الوطن الصغير، فأصبح موضوع اللامركزية مطلباً سياسياً يتلازم مع أية صيغة للوفاق تطرح، ولا تكون صيغة الوفاق مكتملة إذا لم تُحط بهذا الموضوع إحاطة شافية.
إن اللامركزية، بظرف النظر عن الدافع السياسي لإثارة هذا الموضوع في تلك الظروف، كانت ولا تزال مطلباً حيوياً على صعيد ضرورة اختصار المسافة ما أمكن بين المواطن ومصدر الخدمة التي يطلبها من المرافق والمؤسسات أو الإدارات العامة، عملاً بمبدأ إيصال الخدمة إلى المواطن؛ بدلاً من حمل المواطن على الإنتقال مسافات بعيدة سعياً وراءها، كما هي حال في ظل نظام من المركزية والحصرية الإدارية؛ لا مشاقة في نظام اللامركزية بقدر ما يقترن بفوائد أكيدة تعود بالخير على الفرد والمجتمع والإقتصاد الوطني إذا ما انتصر تطبيقه على حقل الإدارة والخدمات، فإنه محفوف بالمحاذير على وحدة الوطن، عندما يتجاوز تطبيقه النطاق الإداري، إلى النطاق السياسي.
لذلك، فمن الأهمية بمكان، وعند التحدث عن تطبيق نظام اللامركزية، رسم خط فاصل يمكن أن نتبين معه، في تطبيق النظام أين ينتهي الحقل الإداري وأين يبدأ الحقل السياسي، ثم لا بد من التنبيه إلى أن خير وقت للبحث في موضوع اللامركزية، ولو كانت إدارية الطابع، هو الوقت الذي تكون فيه السلطة المركزية قوية متينة؛ أما إذا أدخلت اللامركزية على النظام الإداري في فترة تكون فيها الدولة ضعيفة، فيخشى على تماسك الدولة من تطبيقها.
من هنا، تأتي أهمية هذه الدراسة، وذلك لأهمية موضوعها، حيث يتميز هذا الموضوع بأهمية خاصة من حيث أنه من مواضيع الوفاق التي يمكن أن تكون محور نقاش عقلاني علمي هادئ، بعيداً عن الحساسيات التي يمكن أن تثيرها سائر مواضيع الوفاق في تلك المرحلة الصعبة.
وإلى هذا، فإن موضوع اللامركزية موضوع حي، كثيراً ما يطرح سلباً أو إيجابياً في مواقف إعلامية أو في شعارات حادة دون التطرق إلا مضامين الفكرة أو محتواها على وجه التحديد، فينشأ حول الموضوع من الإنقسامات في الرأي ما قد لا يكون له مبرر.
وإلى هذا، وبالإضافة إلى أهمية موضوع اللامركزية الذي هو محور البحث في هذه الدراسة، فقد اكتسبت هذه الدراسة أهميتها أيضاً من حيث كونها دراسة علمية مسهبة، وبما تميزت به من موضوعية وروح علمية وعمق في التحليل والتفكير. إقرأ المزيد