الجامع بين العلوم والعمل النافع في صناعة الحيل
(0)    
المرتبة: 58,226
تاريخ النشر: 01/01/1979
الناشر: منشورات جامعة حلب
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:عاش المهندس العربي بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزري، مؤلف هذا الكتاب، في ديار بكر في النصف الثاني من القرن السادس وأوائل القرن السابع الهجري (النصف الثاني من القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر الميلادي)، وقد كني بالجزري لأنه كان من أبناء الجزيرة الواقعة بين ...الدجلة والفرات.
وقد ألف كتابه هذا بطلب من ملك ديار بكر الملك الصالح ناصر الدين أبي الفتح محمود بن أرتق. وهو كتاب في الآلات الميكانيكية، وبما أن الجزري كان مهندساً ميكانيكياً فقد جمع كتابه النظرية والتطبيق، أي أنه كان كتاباً نظرياً وعملياً في آن واحد، وأما موضوعه فهو الآلات الميكانيكية، ولم يكن الجزري مهندساً عادياً فقد كان "رئيس الأعمال" و"رئيس المهندسين". وقد بلغ هذه المكانة بحكم خبرته الطويلة وإلمامه بالعلوم النظرية وإتقانه للمهارات العملية.
وإلى هذا فإن الجزري مخترع، فهو يصف ما اخترعه وما ابتكره بنفسه، وهو ما هو في التأليف الهندسي وفي فن الرسم الصناعي، وفي التعبير عن نفسه وفي وصف أدق الآلات وأكثرها تعقيداً بكل سهولة ويسر، أضف إلى ذلك مهارته في وصف أدق الآلات وأكثرها تعقيداً بكل سهولة ويسر. والجزري يؤكد على أهمية التجربة والمشاهدة ولا يؤمن بعلم لا تدعمه التجربة العملية.
من هنا، يمكن القول بأن تلك الهوة الموجودة في الحضارة الغربية التي كانت تفصل بين فئات العلماء والمؤلفين من جهة، وبين فئة الصناع من جهة أخرى لم يكن لها وجود في الحضارة العربية الإسلامية، إذ أن المهندسين احتلوا منذ البداية مكانة رفيعة، فكان المهندس غير بعيد عن أرباب الحرف، بل أنه كان نفسه صانعاً أحياناً، ويمثل الجزري هذه الفئة من المهندسين الذين جمعوا بين "العلم والعمل".
من هنا، فإن كتابه هذا يمثل قمة الإنجاز في وصف الآلات وطريقة صنعها، حيث قدم من خلاله معلومات ثمينة عن التكنولوجيا الميكانيكية العربية. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن بعض المؤرخين والباحثين يقومون بتوجيه النقد للتكنولوجيا الميكانيكية العربية، فهم يعيبون عليها إهتمامها ببعض الوسائل المخصصة للتسلية واللعب.
إلا أنه وعند إستعراض كتاب الجزري هذا بالذات، فإن القارئ يجد أن أهم أقسامه وأكبرها هو (النوع الأول) الذي يبحث في الساعات (وهو عشرة أشكال)، وهناك قسم آخر خاص بآلات رفع الماء (النوع الخامس) وهو خمسة أشكال وقسم آخر (النوع السادس) وهو خاص بوصف أشياء متعددة مفيدة كالأبواب والأقفال وغيرها وهو خمسة أشكال.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف ضمّن كتابه هذا ستة أنواع من الآلات، فإلى جانب ما تم ذكره آنفاً، فإن الأنواع الأخرى كانت: (النوع الثاني) في عمل أواني وصور تليق بمجالس الشراب وهو عشرة أشكال (النوع الثالث) في عمل أباريق وطساس للفصد والوضوء وهو عشرة أشكال (النوع الرابع) في عمل فوارات في برك تتبدل، وآلات الزمر وهو عشرة أشكال.
وما من شك في أن في هذا الكتاب مجموعة من الآليات المبدعة المستندة إلى ذخيرة كبيرة وافرة من أنواع حلقات الآلات والوسائل الهيدروليكية والمهارات الميكانيكية المعقدة الأخرى التي لا بد وأنها انتقلت من الصانع المعلم إلى التلميذ المتدرب جيلاً بعد جيل والتي انتقلت من خلال كتب من نوع هذا الكتاب. إقرأ المزيد