رعاية مقاصد الشريعة الإسلامية في فقه أبي بكر الصديق رضي الله عنه
(0)    
المرتبة: 95,485
تاريخ النشر: 12/11/2016
الناشر: طيبة الدمشقية للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:الحديث عن المقاصد يلامس النظر فيه حكم الأحكام ، ومراد الشارع ملامسة قطعية يذعن لها العاني ، ويخبت عندها القاصي والداني . فإن كان من الرحمة وجود الخلاف ، فإنه من الأرحم رفعه ودفعه حال الوقوع أو التوقع ، وقد دلّ على ذلك أدلة لا حصر لها في الإعتبار ...من حيث اجتماعها على قدر مشترك يوجب القطع . وقد بذل حذاق هذا العلم وسعاً في تحصيل فنون درء النزاع . فانتهى الحال عندهم إلى إذكاء الخلاف بما وقتوا من مسالك ظنّية من حيث تعلقها بالخصوم ، وإن كانت قطيعة من حيث اعتقادها . ومن المسالك : - مجرد الأوامر والنواهي الإبتدائية التصريحية ، - علل الأوامر والنواهي – المقاصد الأصلية والتابعة – سكون الشارع . هذا وقد حظي فن المقاصد اهتماماً معتبراً ، فكان محطّ أنظار العديد من حذّاق هذا الفن قديماً وحديثاً في تحصيل حيثياته نظرياً وعملياً ، فهماً وتطبيقاً ، وسعوا إلى إظهار شرفه على سائر العلوم ، وعلوّ منزلته بين الفنون ، ثم عمد المتأخرون إلى تبسيط هذا الفن لما اعتراه من غموض من كتب الأولين ، وقصور الملكة للخوض فيما خاضوا فيه . وإن الاهتمام بمقاصد الشريعة الإسلامية هو أمر قديم قِدَمَ الشريعة نفسها ، قاد لواءه بعد خير البشرية أصحابه والذين تلقوا هذه الشريعة من معينها الصافي ، فكانوا يتلقون الأحكام الشرعية وينظرون في مقاصدها ومراميها ، ويتشوّفون على درك مراد الشارع من تشريعه للحكم ، وبذلك يكونوا قد فتحوا باب الإجتهاد على مصراعيه ، مراعين في ذلك النظرة المقاصدية التي رباهم النبي صلى الله عليه وسلم عليها ، ما أكسبهم حساً انتهجوا من خلاله مسلكاً خاصاً في الإجتهاد . ولعل أول من ولج باب الإجتهاد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم الخليفة الراشد أبو بكر الصديق الذي وجد نفسه مرغماً على ذلك أمام سرعة الأحداث ومجريات الأمور التي دفعت به للتصدي للفتوى ببصيرته النافذة ، كونه سبر أغوار الشريعة مع النبي صلى الله عليه وسلم لتلقي هذا الحِمْل ، فكان شعاره في إيقاع الأحكام ، وإيجاد الحلول للنوازل التي تعتري المسلمين : المصلحة العامة ، وجلب كل ما فيه نفع ودرء كل ما فيه فساد عنهم ، هذا ما كان باعثاً لاختيار الباحث لهذا الخليفة الفذّ ، واستقراء فقهه واستخراج الإجتهادات التي راعى فيها مقاصد الشريعة الإسلامية وأسباب أخرى ارتآها الباحث : 1- إن الشائع في الحديث عن الخليفة الراشد الأرشد أبو بكر الصديق أنه كان خليفة ، ولم يُعْرَف أنه فقيه مقاصدي ، فأراد تبيان ذلك بإعجاز مدللاً ذلك بنماذج من فقهه المقاصدي ، على سبيل التمثيل لا الحصر ، 2- انظر في الفقه الصدّيقي المقاصدي ينتهي إلى الجمع بين آثار السلف ، ونوازل الوقت المعاصر ، فيكون ذلك بمثابة إيجاد حلول عملية ناجعة لمشكلات الخّلّف على ضوء تفكير السلف . وعليه ، فقد طمح الباحث من خلال بحثه هذا إلى التعريف بأبي بكر الصديق فقيهاً مجتهداً مقاصدياً من جهة ، واقتناص المسالك التي تتبعها هذا الحبر في فهم النصوص وتوظيفها ، فيكون بذلك قد اكتسب طريقاً جديداً في الكشف عن مراد الشارع من جهة أخرى . مقتفياً لذلك المنهج الإستقرائي الوصفي ، في إيراد الوقائع ، والإستنتاجي في تحليل المسائل والتعليق عليها متّبعاً في ذلك الخطة التالية : مقدمة وثلاثة فصول ، ثم في الأول منها الحديث حول مراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية في الأحكام الشرعية وشمل ذلك : تعريف مقاصد الشريعة الإسلامية لغة واصطلاحاً ، وتسليط الضوء على رعاية الكليات الخمس في الأحكام الشرعية من حيث الوجود والعدم . أما الفصل الثاني فقد دار حول فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( نبذة موجزة حول حياته ، فضائله ، ما اختص به من دون مجموع الصحابة باعتباره فرداً منهم ) . وأخيراً تم تخصيص الفصل الثالث والأخير للبحث في موضوع الكليات في فقه ابي بكر الصديق رضي الله عنه ، وشمل ذلك الحديث عن البيئة السياسية لخلاقته رضي الله عنه وأثرها في اجتهاده من خلال إيراد نماذج تطبيقية . إقرأ المزيد