تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
نبذة نيل وفرات:خلق الإنسان مقطوراً على النطق والتفكير لما اختصّه الله تعالى به من قوّة العقل الذي تميّزه عن سائر الحيوانات، وبالعقل يرتقي الإنسان إلى مراتب الكمال المادّية والمعنوية.
ولكنّنا نجد الإنسان، مع ما حباه الله تعالى به من العقل، كثير الخطأ في أفكاره، فيحسب ما ليس بعلّة علّة، وما ليس بنتيجة ...لأفكاره نتيجة، وما ليس ببرهان، برهاناً، وقد يعتقد بأمر فاسد أو صحيح من مقدّمات فاسدة، وهكذا... فهو إذاً بحاجة إلى ما يصحّح أفكاره ويرشده إلى طريق الإستنتاج الصحيح ويدرّبه على تنظيم أفكاره وتعديلها.
ولتحقيق هذه الغاية، وضع العلماء علم "المنطق"، وقاموا بتدوين مسائله وتهذيبها، وذكروا أن "علم المنطق" هو الأداة التي يستعين بها الإنسان على العصمة من الخطأ وترشده إلى تصحيح أفكاره، فكما أنّ النحو والصرف لا يعلّمان الإنسان وإنّما يعلّمانه تصحيح النطق، فكذلك علم المنطق لا يعلّم الإنسان التفكير، بل يرشده إلى تصحيح التفكير.
ويأتي علم المنطق في طليعة العلوم العقلية التي أفرزتها الحضارة الإغريقية، وفي طليعة العلوم التي انتشرت إنتشاراً واسعاً لدى الحضارات الأخرى.
كما أنَّه - مع قدمه - لا يزال في طليعة العلوم التي ما زالت تنال حظاً وافراً من التأليف والبحث، ويرجع هذا لما له من أهميّة علميّة تتمثّل في إفتقار كافة العلوم إليه. إقرأ المزيد